أغنية شارع المتنبي


أغنية شارع المتنبي

ماجد الحيدر




مثل كلبٍ شريد بمقلتين دامعتين

اقبض بأسناني على كتابي
وأركض من شارع لشارع
يلاحقني الرفاق
والغوغاء
والإئمة المزيفون
والسماسرة
والذباب.
وكالكلب ألهث .. لا أحمل شيئاً
غير هذا الكتاب اللعين.
-إززززز !
رصاصة فوق رأسي
وأخرى بين ساقيَّ
(أين الخرابة المهجورة
لماذا ظللت اليها الطريق؟)
-إزززز !
رصاصة بين ساقيَّ
وأخرى في جبهتي
وثالثة في الكتاب !



حكاية العرانيس -قصة قصيرة

حكاية العرانيس

ماجد الحيدر

تغتسلُ عرانيسُ الذرةِ المكتنزةِ في شمسِ الصباحِ الحانية، وتنفضُ عن أجسادِها الغضةِ قطراتِ الندى التي خلّفها الفجر. ثمةَ نسيماتٌ وسنى تهبُّ من هناك، من الجبالِ الغارقةِ في الغمام..فترقصُ في غُنجٍ يثيرُ رغبةً عارمةً في الحياة .


" كنا نرقصُ لكلِّ خبرٍ جميل، ولو جاءنا من أقاصي الدنيا.. من جزائرَ مجهولةٍ يلفُّها السحرُ والغموض. كنا نعرفُ كيفَ نفرحُ حدَّ البكاء. كنا نقرأُ في كتبِ البراءةِ والحب. كنـا نفغرُ أفواهنا بدهشةِ الطفلِ الذي يكتشفُ العالم.

يومَها…كنا قد بدأنا الحياة."


يجيئون من قُراهم. تنهمرُ أهازيجُ الحصادِ كشلالاتٍ من فرحٍ ونور. يتراكضُ الصبيةُ في الحقلِ الفسيح. يقرأُ الكبارُ اسمَ اللـه. وبأيديهمِ المعروقةِ الخشنة يقطفونَ العرانيسَ المباركةَ الصفراء. تمتلئُ العرباتُ وتتهادى …نحوَ المدينةِ القريبة.


"هناكَ..في أولِ المنعطفات، رأيتُ ذئباً. وهنا..على قارعةِ الطريقِ الترابيِّ العريض تعثّرَت خُطانا بأولِ الأحجار. وأَفَـقنا :ليستِ الحياةُ إذَن كتاباً، وحلماً، وأغنيةً؟

ها قد بدأنا بالنضج . شكراً لحرارةِ التجربة!"


العرانيسُ البضّةُ المشتهاةُ تتعرّى من ثيابها. إنها تُطلقُ تأوهاتِ اللذةِ إذ تتقلبُ فوقَ نارِها الهادئة. ها هيَ ذي تتتشربُ لونها البرونزيِّ المثيرِ ويفوحُ منها عبقُ الأنوثةِ العارمةِ.



” لم نعرف كيفَ حدثَ الأمر. لقد ازدادت "حرارةُ التجربةِ" فاستحالت إلى نارٍ متوقدةٍ حامية. أحرقتنا وذَرَتنا رماداً "



العرانيسُ تئنُّ، تتوسلُ، تلعنُ ساعةَ ميلادِها، تتفجرُ، تتفحمُ، تستسلمُ ليد القدرِ الغاشمة.



" يا الهــي ! هل احترقنا إلى الأبد؟…."


1980




أخضر .. بلون المطر _ شعر

أخضر .. بلونِ المطر
شعر: ماجد الحيدر

(1)
أظنني سعيداً
مثل آدم البريء
بيتي دافئٌ
وأنا ثمل
آلامي سكنت
حوائي تضحك
وأطفالي آمنون
وفي فمي.. حبة عنب
أيتها الآلهة
أيّا كان اسمها
لماذا خلقتِ شيئاً
اسمه الزمان ؟!



(2)
الحياة..
مثل جوربٍ ثخين
قديمٌ .. لكنه وثير
لا
أريد
أن
أنزعه..
الثلج على الأبواب !

(3)
دع ذلك الملتحي
رضيع الضباع
القادم من الغبار الأصفر
يفجر نفسه
ويذهب حيث شاء
أما أنا
فسوف أفجر بين شفتيك
حبة رمان
ريانة مثل غيمة
وأسدُّ فاك
بقبلة !

(4)
أخضر .. بلون المطر
ينفذ الى صدري
مثل خبزٍ ساخن وحزمة من ريحان
والتينة الفتية في حديقتي
تعري حلماتها
حلماتها الألف الصغيرات
وتغتسل..
تحت الوابل المقدس !



بحث هذه المدونة الإلكترونية