أغنية الأخت الثامنة-شعر




أغنية الأخت الثامنة

شعر: ماجد الحيدر







"يا برتقالة ... عذبتي حاله

عندي سبع إخوان بالعسكرية

واحد مشى لبغداد .. وستة إليَّ!" "[1]





أيتها البرتقالة...يا برتقالتي الزرقاء

عندي .. آهٍ كان عندي ...

....

واحد جُنَّ في السجن

واحد أُعدم بالرصاص

واحد ضاع في المشرحة

واحد تاه في الخنادق

واحد بكى فابيضَّت عيناه

واحد مشى ومشى ومشى ..

ودار في الأرض سبعا

وانتحر بالدخان... حين لم يجد أحدا

في بيتنا القديم

غير شبحٍ لأختي

يهيم في الهيكل المسكون

ويغني... للستة الذين مشوا

ولي..

أنا الذي أجلس هنا..

وحيداً.. أتأمل الخراب!!




2006


[1] مقاطع من أغنية أطفال عراقية، آخر ما سرقه العاهرون.. حين فروا ببقية تاريخنا!


سقوط روما-اودن

سقوط روما


شعر: و هـ أودن

ترجمة: ماجد الحيدر






قبضاتُ الأمواجِ تهوي على الأرصفةِ البحرية

وفي حقلٍ وحيد يجلدُ المطرُ

قافلةً مهجورة .. فيما الخارجون على القانون

يملئون الكهوفَ.

عباءاتُ المساءِ تغدو رائعة.

وُكَلاءُ الضرائبِ يلاحقون المتهربين منها

خلال مجاري مدن الأقاليم

مذاهبُ السحر السرية

ترسلُ عاهراتِ المعابد للنوم.

كل المثقفين يحتفظون بصديق

من صنع خيالاتهم.

ربما يمتدح الحكيمُ "كاتو"[1]

معارفَ الأقدمين

لكن رجال البحرية المفتولي العضلات

يتمردون من أجل الخبز والمرتبات.

دافئٌ سريرُ القيصر المزدوج.

بينما يخط موظفٌ قليل الشأن

على وثيقة رسمية قرنفلية:

أنا لا أحبُّ عملي.

طيورٌ صغيرة بسيقانٍ قرمزية

محرومة من كل ثروةٍ أو عطف

ترقد على بيوضها الرقطاء

وترقب كل مدينة أصابها الزكام.

وفي كل مكان .. في كل مكان

تمضي قطعان عظيمة من الأيائل

في صمت .. في سرعة عظيمة

خلال أميال وأميال من الطحالب الذهبية.








[1] يشير الشاعر في الأغلب الى كاتو الأكبر Cato the Elder)) : ماركوس بورسيوس كاتو (234-149 ق. م.) وهو كاتب وسياسي روماني، انتقد الثقافة اليونانية التي رأى أنها أفسدت الشخصية الرومانية المثالية، وشن حملات شعواء على مظاهر الترف والميوعة والتبذير لمواطنيه والساسة على الأخص. دعا الى تدمير قرطاجة التي عدها الخطر الأكبر على روما، الأمر الذي تحقق بعد ثلاثة أعوام من وفاته. يعد كتابه عن الزراعة أقدم مخطوط روماني باق الى الآن.

ضحكٌ كالبكاء..... اعتذارية من أديب عراقي الى اتحاد الأدباء العرب- نيابة عن أدباء العراق




ضحكٌ كالبكاء.....

اعتذارية من أديب عراقي

الى اتحاد الأدباء العرب- نيابة عن أدباء العراق


د. ماجد الحيدر





الى اتحادنا المناضل العظيم-اتحاد الأدباء العرب

باسمي شخصياً ونيابة عن كل الأدباء والمثقفين العراقيين المنضوين تحت لافتة ما يسمى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق أود أن أتقدم الى "الأخوة المناضلين العرب" بهذه الوثيقة الاعتذارية المتضمنة لجملة من الاعترافات الخطيرة حول الدور الخياني الخطير الذي قام به اتحادنا العميل في خدمة الامبريالية والصهيونية والرجعية راجين منكم أن تتكرموا وتتفضلوا علينا بالتفاتةٍ كريمة –انتم أهل لها- تغفر لنا هذه الجرائم الخطيرة:

أولاً:

أمتنع الإتحاد خلال الأعوام الأربعة الأخيرة عن إرسال برقيات الدعم والتأييد بنوعيها (المكتوبة بالحبر العادي والمكتوبة بالدم) الى إي من الرؤساء والملوك القادة المناضلين أبطال الأمة العربية والعالم حفظهم الله ورعاهم أجمعين مما يعد خروجاً فاضحا وخيانياً على التقاليد القومية التقدمية التي يحرص إتحادنا العظيم (أعني إتحاد الأدباء العرب) على إدامتها وتعزيزها خدمة لقضايا الأمة المصيرية وعلى رأسها قضيتنا المركزية من أجل تحرير فلسطين وأريتيريا وعربستان والاسكندرونة وسبته ومليله والجولان ومزارع الأناناس والأندلس وكافة جميع كلّ الأراضي المغتصبة برمتها من المحيط الى الخليج وإعترافا منه بأفضال أولئك القادة الميامين في رعاية الأدباء والمثقفين العرب وتوفير أجواء الحرية والديمقراطية للمبدع العربي في البيت والعمل والنادي والمنفى والمعتقَل.

ثانياً:

قام الاتحاد بنصب صورة جدارية كبيرة للشاعر الأمريكي المعروف محمد مهدي الجواهري المدفون في "دمشق العروبة" بدلاً من صور السيد الرئيس القائد حفظه الله التي أحرقها الغوغاء والعملاء مما يشكل إهانة لمشاعر الجماهير العربية العريضة وخصوصاً أدباء الأمة الميامين الذين طالما شملهم الرئيس القائد المناضل حفظه الله برعايته وعطفه الأبوين ومنح المخلصين منهم ما يستحقون من عائدات النفط مقابل الغذاء.

ثالثاً:

في خطوة جبانة هي الأولى من نوعها في الوطن العربي أقدم أعضاء الإتحاد على إجراء انتخابات غير شرعية لانتخاب أعضاء المجلس المركزي والهيئة الإدارية للاتحاد. ومردُّ عدم الشرعية –استناداً الى الأعراف والتقاليد الثورية التي يلتزم بها إتحادنا المناضل، وأعني به مرة ثانية اتحاد الأدباء العرب- يعود الى الانتهاكات التالية:

1-لم تحض الانتخابات بالإشراف المباشر من قبل المكتب المهني للحزب القائد.

2-لم يشرف على الانتخابات أي مسؤول أمني كبيرا كان أم صغيرا.

3-لم يجر استحصال الموافقات الرسمية الأصولية من جهاز المخابرات والحرس الجمهوري ومديرية الأمن العامة والحرس الرئاسي الخاص وجهاز حماية السيد الرئيس القائد المناضل حفظه الله ورعاه ومكتب العلاقات العامة في مجلس قيادة الثورة وديوان رئاسة الجمهورية وأمانة العاصمة ومحافظة بغداد ومديرية الأدلّة الجنائية ومديرية الأفران والمخابز والقيادتين القطرية والقومية للحزب القائد والمكتب الخاص لأي من أنجال وكريمات وعقيلات وأنصاف أشقاء وأبناء عم السيد الرئيس القائد المناضل حفظهم الله ورعاهم أجمعين، وديوان مجلس الوزراء ورئاسة اللجنة الأولمبية والمكتب الصحفي في ديوان الرئاسة الموقر ناهيك عن ديوان وزارة الإعلام-وذلك لعدم وجود وزارة للإعلام.. تصورا الفضيحة!!!

4-في تلك الانتخابات المشؤومة أقدم المشاركون على طرح أكثر من قائمة مرشحة وهذا ما يشكل سابقة إمبريالية خطيرة تهدد بشق وحدة الصف الوطني والقومي والكوزموبوليتاني.

5-أقدم المشاركون على انتخاب المدعو عناد غزوان ليرأس الاتحاد وهو لا يحمل غير شهادة دكتوراه (قديمة تعود الى أوائل الستينات) في فلسفة آداب اللغة العربية من إحدى الجامعات البريطانية الاستعمارية وتتلخص كل مساهماته الفكرية والثقافية طوال أكثر من خمسين سنة في الحقلين الثقافي والأكاديمي في حصوله على لقب بروفيسور (وهو لقب امبريالي كما يتضح من إملاء الكلمة) في آداب اللغة العربية ثم قيامه بالتدريس في عدد من الجامعات العراقية والعربية (العميلة طبعاً) وإشرافه على عدد قليل –لا يتجاوز المئات- من رسائل الماجستير والدكتوراه لطلبة عراقيين وعرب وأجانب ونشره لعدد محدود –لا يتجاوز المئات أيضاً-من المؤلفات والأبحاث والمقالات... كل ذلك دون أن يحمل لقب صديق السيد الرئيس القائد حفظه الله ورعاه أو أياً من أنواط الشجاعة أو الاستحقاق أو شهادات المشاركة في قواطع الجيش الشعبي أو جيش يوم النخوة أو جيش القدس (نصرها الله جميعاً) ودون أن يتقلد درجة حزبية أو مخابراتية مرموقة ودون أن ينشر (وهذه ملاحظة في غاية الخطورة) أية قصيدة أو مقالة تتغنى بعظمة ومجد وشجاعة ووسامة وإقدام السيد الرئيس القائد حفظه الله ورعاه.







5-وبعد أن توفي ذلك الرجل بعد أشهر من تلك الانتخابات المزعومة أقدم المجلس المركزي اللاشرعي كما أسلفنا على أنتخاب كل من الناقد المجهول فاضل ثامر رئيساً للاتحاد والشاعر المبتدئ ألفريد سمعان أمينا عاماً.. وهذان الاثنان من الوجوه المعروفة في خدمة الاستعمار البريطاني والإمبريالية الأمريكية وحركة تركيا الفتاة (من قديم الزمان وسالف العصر والأوان) بدليل أنهما قضيا أعواما من حياتهما خلال خمسينات أو ستينات القرن الماضي في سجون ومعتقلات القائد الوطني التقدمي نوري السعيد ومن بعده في سجون الحكومات الثورية الديمقراطية التي توالت على حكم العراق بعد ثورة 14 تموز الرجعية التقدمية عام 1958 ونخص بالذكر سجن نقرة السلمان المعروف باستضافته الكريمة لعدد كبير من الشعراء والكتاب الرجعيين المتهمين بالانتماء الى الحزب الشيوعي- وهو كما تعرفون من الأحزاب المعروفة تاريخيا بمساندتها للإمبريالية الأمريكية والرجعية العربية والعولمة الشيزوفيرونوبروليتكنوفرمانوبوليتكية! وأبلغ دليل على ذلك هو صورة قديمة شاهدتها عدة مرات خلال التسعينات من القرن المنصرم في مكتب السيد ألفريد سمعان (وهو مكتب محاماة في الظاهر لكنه في الباطن مركز كان يدير منه أكبر منظومة للتنصت وجمع المعلومات من الأدباء والمثقفين العراقيين لصالح المخابرات المريخية .. وهذا ما يفسر عدم مغادرة الأخير للعراق طوال العهد الزاهر للبطل الشاطر) أقول إنني شاهدت بأم عيني صورة قديمة تجمع المومأ إليه بالشاعر الأمريكي محمد مهدي الجواهري تعود الى القرن الماضي أيام كان الإثنان ممن يتآمران على إدارة إتحاد أدباء العراق ثم صورة أقدم بكثير تعود الى عام 1948 أيام ما يُعرف بوثبة كانون الخيانية المناهضة لاتفاقية بورت سموث الوطنية التحررية ويظهر فيها ألفريد سمعان وهو يسند أو يحمل الشاعر الإسرائيلي بدر شاكر السياب خلال إلقائه لقصيدة حماسية ضد الاستعمار البريطاني المجيد. ومما يحمل أبلغ الأثر أن المدعو ألفريد سمعان يظهر في الصورة وهو يلوّح بقبضة يده اليمنى (لاحظوا يده اليمنى مما يعني ميله المبكر الى لعب ركلات الجزاء الترجيحية).. فهل بعد ذلك من دليل على الموقف الخياني لهذين الرجلين!؟




6-ضمَّ الإتحاد ومجلسه المركزي وهيئته الإدارية العديد من الأسماء المشبوهة القادمة من الولايات المتحدة العراقية ودويلة بغداد اللقيطة وهم جميعا متفقون (رغم تباين انتماءاتهم الفكرية والسياسية ما بين إسلامي وقومي وماركسي ولبرالي وعربي وكردي وتركماني ومسيحي ..الخ) في تعاطفهم مع الاحتلال الأمريكي بدليل استقبال الرئيسين بوش وسامورو ميشيل لعدد كبير منهم وبشكل شبه يومي مما دفع الرئيس بوش (شخصياً) الى تخصيص جناح كامل في البيت الأبيض لغرض إقامتهم الأمر الذي شكل عبئاً كبيراً على الميزانية الاتحادية مما اضطر الرئيس المسكين الى تحويل مقر إقامة العديد منهم الى المعتقلات الأمريكية في العراق حيث الخدمة الممتازة والرعاية الكريمة التي لا تضاهيها سوى "سويتات" الاحتجاز الطائفي و "كازينوهات" قطع الرؤوس و "فنادق الأندر كراوند" و "بلازات الجثث المجهولة" و"جنائن التهجير القسري" التي انتشرت –بنعمة الاحتلال- في طول العراق وعرضه والتي حظي العديد من أعضاء الإتحاد بفرصة الإقامة فيها.. على خلاف "أشقائهم" العرب الغيورين!

رابعاً:

قام الاتحاد وبشكل متكرر برفض الدعوات الكريمة من اتحاد الأدباء العرب الى "شقيقه" الاتحاد العراقي للمشاركة الفعالة في نشاطاته الخارقة ومؤتمراته القومية السوبرتاريخية .. تلك الدعوات المنبثقة من الحرص الشريف المخلص للاتحاد العربي على التواصل مع الأدباء العراقيين الأمر الذي تأكد من خلال دعمهم لـ "أشقائهم" في ظل ظروف الاحتلال والإرهاب والفتنة الطائفية بالقصائد الثورية والبرقيات والخيام والبطانيات ووسائل التدفئة والتبريد الحديثة .. وهو بالمناسبة موقف أخلاقي لن ينساه الأدباء والمثقفون العراقيون لـ"الأشقاء" الأشاوس !

واستناداً على ما أسلفت (وما تتكرمون بإضافته من حقائق دامغة يهديكم اليها فكركم النيّر وحبكم العميق للعراق والعراقيين) فإن ما يسمى بالاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق (الواقع في ساحة الأندلس قرب مطعم همبركر الأندلس مقابل الشركة العامة للسيارات) قد تحول الى امتداد تاريخي للهجمة الامبريالية الصهيونية الرجعية (هذه الأخيرة يمكن إضافتها أو حذفها حسب البلد المضيف لاتحادكم المناضل) ضد الأمتين العربية والإسلامية. وما هذه الوثيقة الاعتذارية- الاعترافية سوى مقدمة أولية لطلب الصفح والمغفرة ونعدكم باتخاذ اللازم لتصحيح هذه الأوضاع الشاذة خلال العشرة آلاف سنة المقبلة.

والله أكبر .. وليخسأ الخاسئون!!!





بحث هذه المدونة الإلكترونية