المسجد بيت الله - شعر قوبادي جليزاده




المسجدُ... بيتُ الله[1]

شعر: قوبادي جه لي زاده

ترجمها عن الكردية: د. ماجد الحيدر


"مهداة الى: سعيد دارائي، مينو نصرت، كامل نجاري"

إلهي...

جئتُكَ مئاتِ المرّاتِ وطرَقتُ بابَكَ

ولم تكن هناكَ

فأينَ.. أينَ أنت؟!

ما مِن أحدٍ يهجرُ بيته كل هذا الوقت..

ما مِن أحد!

متلهفٌ أنا يا إلهي فقل لي

أينَ آتي كي أراك؟

لماذا لا ترجعُ الى بيتك؟

الى أي طوفانٍ ذهبتَ كي تسَجّيه

الى أيَّ جحيم ذهبتَ كي تخمدَ سعيره

على أي قلبٍ محتضرٍ وقفتَ

على قبرِ أي شهيدٍ من عبادك

أشرفتَ كي تبكي بكلّ حرقةٍ؟!

أينَ أنتَ يا إلهي

في أيةِ روضةِ أطفالٍ

تكحِّلُ بالنورِ عينَ الظلام

وتنثر الدُمى في حجورِ الصغار

وتملأ جيوب الفراشات بالـ "نستلات"

جئتكَ مئات المراتِ ولم أجدكَ.

لماذا تهجر بيتك هكذا؟

مريدوكَ يضمرون لك الخيانة

وأولئك الذين يعتلون المآذن

يولّونَ وجوههم نحونا نحنُ الأبرياء

ويصرخون:

اللهمَ احرق أكبادهم

أللهمَ يتِّمْ صغارهم

أللهم رمِّل نساءهم!

كفَّ عن هجرانِ بيتك.

فأولئك الذين افترشوه في غيابك

يحشدونَ الجيوش ضدَّ الجَمال

ويحيلون أيدي الفنِّ وزغاباته الناعمات

شلالاً من نجيع.

يثلمون شرفَ الأغنيات.

يتوعدون البراعم بالويل والثبور.

يستأصلون الحُلُمات.

وبإمضائك أنتَ .. بخاتمك

يغتالون الينابيع الطاهرات.

يضعون القنابل في أيدي صغارنا.

ويغرسون الدبابيس...

في أثداء المُرضعات.

عجِّل بالرجوع

فعبيدكُ المُنتِنون يحيلونَ دينك

الى جيفةٍ كريهةٍ

وبِجَمعِ الأكفِّ يدفعون صغارنا

كي يرجموكَ بالأحجار.

لم يزل سدنتك ينعقونَ فينا:

اللهُ المفجِّرُ ليسَ غير

اللهُ الإرهابي ليسَ غير

اللهُ الطاعونُ ليسَ غير

اللهُ الجحيمُ... ليسَ غير!

عُد الى بيتكَ

فسجاجيدُ الصَلاةِ منقوعةٌ بالدماء

المحاريبُ مزروعةٌ بالموت

وبين كلِّ صفحةٍ وصفحةٍ من كتابِكَ

سيفٌ مدمّى.

بين كل كلمةٍ وأخرى

لغمٌ.

وبين كل حرفٍ وحرف.. رأسٌ مقطوع!

تأخَّرَ الوقتُ يا إلهي

فعُد لبيتكَ...

تأخرَ الوقت !





[1] من مجموعته "الشمس في قدحٍ مكسور" ، هه ولير ، دار ئاراس 2008.

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية