سليمانياتٌ متأخرة



سليمانياتٌ متأخرة

ماجد الحيدر





حديثُ الضفادع


ثملٌ بعضَ الشيء

هذا ما أعرفهُ

من خدرٍ في فكي

من ثرثرةٍ : كلماتٍ تتسابقُ فوقَ لساني

تتعثرُ واحدةٌ بالأخرى : "آهٍ .. عفواً أختاهُ! " وتمضي.

**

ثملٌ ..

وحدي ..

ثمةَ دمدمةٌ تدنو من شباكي المفتوحِ على الليل الصيفيِّ

وتبعدُ .. تتقطعُ ... لكنّي لا أحفلُ ...

ولماذا ... أحفلُ ؟!

**

ثمةَ ضفدعةٌ دخلتْ من تحتَ البابْ ..

ثملاً أنهضُ وأداعبُها ...

وأحاولُ أنْ : "أنتَ الليلةَ ضيفي !"

عيناه الباكيتان تقولان :

- صديقي ! ثملٌ أنتَ فدعني ..

كي أخرج للعشب المغسولِ

فأنّي الأخرُ ..آهٍ .. ثملٌ وحزين

**

-قل لي، أيْ ضفدعيَ الباكي : هل تسمعُ صوتَ الطلقات ؟

-كاك!

-قل لي: هل تعشقُ أكثرَ من واحدة؟ِ

-كاك!

- هل تحمل سكيناً .. فأساً .. قنبلةً ؟ .. أعني هل تؤمنُ بالله ؟

- كاكْ .. كراكٌ .. كاكْ !




حديثُ الغراب


"غدا تبدأُ الحربُ"

صاحَ الغرابُ وحطَّ على نخلةٍ واجمةْ

وضعتُ على القلبِ كفّي ، شهقتُ

وقلتُ : إلهي ، أ للمرةِ العاشرة ؟!




حديثُ الحمائم


وشكراً لكِ

أيتها الحمامةُ الجَموح

لأنك اخترتِ أن تطيري

تحت المطر

لأنكِ : كو كو ... كو

هزأتِ بكل المتاريس

وآثرتِ ... كو كو ... كو

آثرتِ أن تذرقي

على التواريخ المقدسة ...

آهٍ !

ليتَ لي نصفَ إقدامكِ !!




حديثُ النمل


"لا تخافي .. هذا سليمان العجوز"

همسَت الغانيةُ السوداء لرفيقتها

ثم كركرت:

" سلبوا منه الصولجان

ولم يعد يملك جيشاً !...."



حديثُ العنقاء


أخبريني يا أختاه

حين تنوين الاحتراق

لأدفّئ عظامي القريرة

بناركِ المباركة

أعرف أنكِ خرساء

مثل كل القديسين

وبرمة .. مثل كل الخالدين

لكنكِ على الأقل

تملكين أن تخطئي

وتعيدي التجربة

مرةً تلو مرة تلو مرة



هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

صديقنا الدكتور ماجد الحيدر
تحية وود
اطلعت على مدونتك ووجدت فيها بستانا من ورود متنوعة ملونة كألوان الطيف.
ما نفخر له انك بيننا وانك شجاع بتفاؤلك الثر.
محبتنا لك ايها المتألق ..

من خاصرة الفرات
صباح محسن جاسم

بحث هذه المدونة الإلكترونية