أغنية للبصرة


أغنية للبصرة

د. ماجد الحيدر

"ماؤك مالحٌ أيتها المدينة

شوارعك آسنة

بساتينك عاقرة

صِبيتك شائخون

وجهك مترَبٌ ..مجدور

لكنك البصرة ..

وأنا أحبك !! "

...................

من قالَ أنّ عشرين عاماً .. وعامين .. وعامْ

قد جرجرت عظامها الهزيلة

فوق هذا الأديم الأسود ؟

فوق هذا الشاطئ المُدمى

فوق هذي القلوب التي

تفطّرت كحبّةِ خوخٍٍ

طفحت بالسُكَّرِ .. والسُكرِ ..

ونوحِ الأبوذيات ؟

كان الناس يركضون :

-لقد بدأ القصف !

-لقد بدأ القصف !

لكنني : أنا المجنون

أتنزلُ عليكِ دونَ نموذجٍ [1]

وأطلب من عامل المقهى المصري

شراباً بارداً

وأنظر الى يد السيّاب

منتظراً أن يُخرِجَ من جيبهِ

قصيدة اعتذارهِ الأخير

لأنه لَم ...

آهٍ .. أبداً ما تنبأ

يوم أهذتهُ الحمّى

بهذه الأسراب من الجراد

تخرج من عباءات الفصاميين

على الضفتين !

-مجنون ده ؟!

يقول عامل المقهى ...

المتاجر تغلق أبوابها ...

والناس يركضون ...

-لقد بدأ القصف ! لقد بدأ القصف !

-لكنها مصادفةٌ..

رميةُ نردٍ ... هذا المصير !

..

وداعا إذن أيها السياب

سأضع يديّ في جيوبي

وأجرجر الحذاء الثقيل

فوق الأرصفة الخاوية

وأعود الى ثكنتي

الى خرائبي

الى منفاي

أما أنتَ

فعد الى المشفى الأميري

لن يجيء المطرُ قريباً !

26/4/2009


[1] النموذج أو نموذج النزول (بلغة العسكر) : وريقة تسمح للجندي بمغادرة وحدته لبعض الوقت.

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية