دهوك-شعر مؤيد طيب


دهوك


شعر: مؤيد طيب

ترجمها عن الكردية: د. ماجد الحيدر


آهٍ يا بلادي التي تعفنت تحت أحذية الغاصبين !

ما أطيب أنفاسك !


يقولون :

قد صرتِ مدينةً كبيرة !

يقولون :

قد استعرت كلاب السلطان

وأغرقت الأزقة بالدماء !

يقولون :

مهما أظلم ليل السلطان

فنارك مضيئة

ومشاعلك ما استسلمت للفرار !

يقولون :

قد صرتِ مدينةً جدُّ كبيرة !!

لكن

وكما أظل في عين أمّي

طفلاً صغيراً

مهما تصرّمت.. من شهور وسنين ،

كذاك أنتِ

ومهما قطعتِ من تلال

مهما اقتطعتِ من جبال

مهما كبرتِ

كلما ناداكِ الكرى

وأثقل جفنيك

هلمَي .. وألقي برأسك

فوق قلبي !

***

أحببتكِ في الشتاء

حين كان الثلجُ ..

يغطي كل جبلٍ فيك.

أحببتكِ في الربيع ،

ونحن سربٌ من صغار

نسرق اللوز من بساتينك.

أحببتكِ في الصيف

وأنا ثملٌ .. في منتصفِ الليل

والنسيم يهب من مضيقك.

وفي الخريف أحببتكِ

وزرافات جديدة من صغارك

تجري الى المدارس.

بيد أني .. في غربتي واغترابي

أحبك في كل حين !

كوني ذئباً وأخرجي لي من الغابات..

لسوفَ أحبك !

كوني شلالاً من بَرَدٍ وانزلي فوق رأسي..

لسوفَ أحبك !

كوني ينبوعَ نارٍ وتفجري بين أقدامي..

لسوفَ أحبك !

كوني كابوساً واجثمي في رقادي..

لسوف أبقى ... أحبك !

***

يقولون :

قد صرتِ مدينةً... جدُّ كبيرة !

من عُبابك يفرّ

جلاوزة السلطان.

يقولون :

قد صار التنين فرعوناً

يجثمُ فوق رمّانة

ويحجب نورَ شمسك !

لكن شمسك ..

لمّا تزل مثلما كانت..

تشرق من "كه لي بيَسرىَ" [1]

وتغرب من تلال "شاخكىَ" !


ستوكهولم 1985




[1] "كه لي بيَسرىَ" مضيق جميل يقع الى الشرق من دهوك قرب مصيف زاويته.

"شاخكىَ" منطقة في شرقي مدينة دهوك.

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية