مريم-شعر



مريم


ماجد الحيدر





حلماً كان..

حينَ انشقَّ السقفُ الكالحُ نصفينِ..

...

كانت مريمُ في مطبخها

تسلقُ ماءً بالملحِ

وتروي للجدرانِ حكاياتٍ

عن زمنٍ ذهبيٍّ لن يرجعَ ثانيةً

...

لا.. لم تكُ قنبلةً أخرى

كان ملاكاً

يلبسُ درعاً ضدَّ رصاصِ القنّاصينَ

وخوذةَ فولاذٍ تلمعُ في غَلَسِ الصبحِ

وكانْ....

...

أخبَرَها أنَّ الربَّ يهنِّئُها

"... فاليومَ هوَ الثامنُ من آذارَ كما تدرينَ.."

فَلَمْ تنبسْ مريمُ..

....

لم تكُ مريمُ خائفةً..

لكن المَلَكَ الدارعَ ظلَّ يطمئِنُها:

"بِشرُكِ يا مريمُ سأهبُكِ غلاماً

سيكونُ المَلِكَ القادمَ/ أعني الجاثمَ فوقَ النهرينِ

فهزّي النخلةَ

تسّاقطُ جثثاً.. وصغاراً مبتورينَ

وزنزاناتٍ لا قعرَ لها

تمتدُّ .. وتمتدُّ الى اليومِ الآخرِ..

تحتَكِ يا مريمُ نهرُ دمٍ صافٍ

وأمامَك سَلَّةُ رمّانٍ حجريٍّ

فهلُمّي وكُلي

فالجوعُ يضرُّ جنينَكِ .."

"ماذا تعرفُ أنتَ عن الجوعِ ؟"

أجابَتْ مريمُ ... وانتبهَتْ مِن رَقدَتِها

...

آهٍ..

حلماً كان ؟


10/11/2008

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية