تكريس_جون ميسفيلد



تكريس


جون ميسفيلد

ترجمة: ماجد الحيدر


ليس من أجل الأمراء والأساقفة

ذوي العربات التي يقودها

سوّاق في لمم مستعارة

أولئك المكللين بالغار

المسرعين لِلَعق زُبْدِ الأيام

بل من أجل المنبوذين المحتَقَرين

لأجل الذين تطوقهم الأسنَّة

رجال الكتائب الممزقة التي تقاتل حتى الفناء

أولئك الذاهلين في النقع ، في الصراخ، في الضجيج

الرجال ذوي الرؤوس المهشمة التي

يسيل منها الدم في العيون.

**

لا ليس من أجل أمير الحرب

صفي العرش المثقل بالنياشين

الذي يخطر في الاستعراض

على جواد كمثل الديك

والأبواق تنفخ من حوله

بل للغلمان الذين لا يعرفهم أحد

**

ليس الحاكم من يعنيني

بل الجندي الصغير

الذي يجوب الطرقات على قدميه

العبد الذي تنخسه المهاميز وكيسه فوق كتفيه

الفتى ذو الحمل الثقيل والعبء المضني

البحار، وقّاد الباخرة ، الرجل ذو الأسمال

الذي يحيل الصراخ أناشيد بحر يطلقها

منحنيا فوق حبال الأشرعة.

الحَرَسي المتعَب، ومدير الدفة الذي أثقل النعاس جفنيه

**

دع غيري يغني للكأس ، للمال ، للسرور،

للحضور الجليل للعاهل المنتفخ البطن

أما أنا فسأغني للأقذاء ، للزَبَد، للغبار ، لحثالة الأرض.

لتكن الموسيقى من نصيبهم، والأضواء والمجد والذهب.

ولتكن لي حفنة من رماد، وقبضة من تراب

**

عن الأعرج والأبتر والأعمى

عمن ينام في البرد والمطر

عنهم سأصوغ أغنياتي

وعنهم سأروي حكاياتي

آمين.

جون ميسفيلد




Masefield, John 1878-1967

شاعر انكليزي. عرف بمجموعته (أغنيات الماء المالح) التي تتخذ البحر موضوعا أساسيا ومنها (حمى البحر) و (الأحمال). كذلك عرف بأشعاره القصصية مثل (الرحمة الأبدية) التي هزت الأوساط الأدبية التقليدية بعباراتها العامية الخشنة التي لم يكن الشعر الإنكليزي في القرن العشرين قد عرفها بعد. عمل ميسفيلد بعد أن أنهى دراسته بحارا متدربا على متن سفينة أبحرت حول رأس هورن في أقصى جنوبي القارة الأمريكية الجنوبية ثم هجر البحر بعد تلك الرحلة وقضى عدة سنوات قلقة في الولايات المتحدة وقدم وصفا لعمله هناك في إحدى معامل السجاد في مذكراته الشخصية التي أسماها (في المصنع ، 1941). إشتغل بعد عودته الى انكلترا محررا في إحدى الصحف وفي عام 1930 منح لقب شاعر البلاط (poet laureate) خلفا لـروبرت برِج ليتسم شعره بعد ذلك بمسحة أكثر تجهما. تتضمن أعمال ميسفيلد الأخرى عددا من الأشعار القصصية المطولة مثل (دوبر 1913) التي تتناول الصراع الأبدي بين المثالية والخيال وبين الجهل والعالم المادي، و(الثعلب رينارد 1919) التي تتناول جوانب عديدة من الحياة الريفية في إنكلترا. كما كتب عددا من قصص المغامرات وكتب الأطفال والمسرحيات الشعرية مثل (مأساة نان 1909) و(مأساة بومبي العظيم 1910) ومجلدا ثانيا من السيرة الذاتية أسماه (وقت طويل للتعلم 1952).

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية