نشيدٌ الى صديقي التعيس 13

نشيدٌ الى صديقي التعيس 13

ماجد الحيدر


تحتَ الأنوار

يقفُ الواحدُ منتفخاً :

"أنا الواحدُ الأوحدُ الأحدُ

أنا المنفردُ الذي لم يسبقني سوى اللاشيء

أنا الأوّلُ ..."

وينبري الاثنانُ مطمَئِـنّـا

"أنا الشيءُ ونقيضُهُ

أنا الليلُ والنهارُ

أنا الثَـقَـلانِ والنَـيِّران

أنا الإنسانُ وظِلُّهُ

أنا الغادةُ وصورتُها في المرآة

أنا الطفلُ وحقيبتُهُ .."

وضحكَ الثلاثةُ حينَ تذكَّرَ المَثَلَ

"أنا ثالثةُ الأثافي

وأوَّلُ الأشكالِ الهندسيةِ

وأدنى الصُحبةِ

والثلاثةُ الأقانيمُ ..."

"رويدَكم" قالَ الأربعةُ

"أنا الكمالُ والاعتدالُ

أنا الأربعةُ الجهاتُ

والأربعةُ الآفاقُ والأركانُ والرياحُ والفصول .."

وتحدَّثَ الخمسةُ الفيلسوفُ

"أنا دورةُ الأشياءِ

لا بدايةَ لي ولا نهاية .. "

...

"ستةَ أيامٍ تعملون وتستريحون في السابع .."

صاحَ الستةُ وغابَ في الزحام !

وتضوَّعَ البخورُ

قد جاءَ السبعةُ... السبعةُ المقدَّسُ :

"أنا الساحرُ الغامضُ

"مباركٌ أنا بين الأعدادِ

مباركٌ أنا في الشعوبِ"

...

وحتى الأحدَ عشر:

"ألستُ أولُ التوائمِ

ألم أكُنْ أنا .. من رآني يوسفُ في منامِهِ ؟"

...

وصَدَحتِ الموسيقى "هوَ ذا الملكُ "

وانحنى الجميعُ لربيبِ الآلهةِ

وسَيِّدِ التقاويمِ والساعات

القادمِ من أرضِ بابلَ

"مباركٌ أنتَ .. مقدَّسٌ بينَ الأرقام !

...

...

وأُطفِئتِ الأنوارُ

أُسدِلَ السِجفُ

وفي ظلامِ المسرحِ المُترِبِ

جاء "كوازيمودو"

يجرجرُ أقدامَهُ الشوهاءَ

ويحدِّثُ الكراسيَ النائمة

"أنا الأحدبُ الذي وُلِدَ بعدَ الأميرِ الأشقر

أنا سيّءُ الطالعِ المحكومُ بالشؤم

لا أُذكَرُ إلا بوجهٍ كالِحٍ

ولا أكتَبُ إلا بالصدفةِ

في مسألةٍ مدرسيّة عويصةٍ.

ذلك لأنني .. لا أقبلُ القسمةَ على شيءٍ

ولا يقسمونَ عليَّ شيئا ..

وليسَ فِيَّ رائحةٌ من قَداسةٍ

لا يتذكرني أحدٌ

إلا إذا خطَرَ

لكهلٍ في الخامسةِ والستين

أن يقسِمَ سِنيَّهُ خمسةَ أخماسٍ

ويروحُ يندبها

أو يلعنها ...

واحداً اثرَ آخر !! "

20-9-2009

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية