أغنيات خالدات
الحلقة السادسة عشرة
شارل أزنافور.. خذني الى صِباي
شارل أزنافور
مغنٍ وشاعر وممثل وناشط اجتماعي وسياسي ودبلوماسي فرنسي من أصل أرميني. يعد واحداً من اشهر مطربي فرنسا والعالم.
ولد بباريس في 22 أيار 1924 لأبوين أرمنيين حيث قضى الأب شبابه في جورجيا المجاورة ثم انتقل وعائلته الى فرنسا التي عمل مغنيا في مطاعمها قبل أن يفتتح مطعماً خاصاً أسماه "القفقاس". ثم قام، بالتعاون مع زوجته الممثلة المهاجرة من تركيا بإدخال ابنه الى عالم الفن في سن مبكرة جداً. ولم تلبث طموحات الصغير الفنية أن استولت عليه فترك المدرسة في عمر التاسعة ليجرب حظه هنا وهناك حتى سنحت فرصته الكبرى عندما سمعته مغنية فرنسا الأولى الأسطورة بياف واصطحبته في جولاتها الغنائية في فرنسا وأمريكا.
ألف أزنافور العديد من المسرحيات الموسيقية وشارك في تمثيل أكثر من 60 فلماً كما ألف أكثر من ألف أغنية في اللغات العديدة التي يجيدها الى جانب الفرنسية (منها 150 بالإنكليزية و 100 بالإيطالية و70 بالإسبانية و 50 بالألمانية علاوة على العديد من الأغنيات الأخرى التي كتبها أو غناها بالأرمنية والروسية والبرتغالية) وتجاوزت مبيعات تسجيلاته المائة مليون تسجيلاً. في عام 1998 منحه استفتاء أجرته السي أن أن ومجلة تايم لقب "مؤدي القرن" حاصداً 18% من أجمالي الأصوات متجاوزاً ألفيس بريلي وبوب ديلان. يقع صوته في طبقة التينور مع قرار عميق وقدره فائقة على التلون والتحكم مما منحه أسلوباً متميزاً جميلاً دعا النقاد الى تسميته بفرانك سيناترا الفرنسي. غنى أزنافور في كل قارات العالم وقام بـ 55 جولة فنية ناجحة في 90 دولة وحقق النجاح حيثما حل (في أمريكا، روسيا، كندا، الأرجنتين، أرمينيا، كوبا، البرتغال، هولندا، بريطانيا.. الخ).تعاون أزنافور مع العديد من الفنانين في أنحاء العالم مثل بوب ديلان وشيرلي باسي ونانا موسكوري وخوليو إكليسياس وميراي ماثيو وسيلين ديون وبافاروتي وغيرهم.
عرف أزنافور، علاوة على التمثيل والغناء، بنشاطه الاجتماعي والإنساني المتواصل. فقد أسس على سبيل المثال منظمة خيرية اسماها "أزنافور من أجل أرمينيا" لمساعدة أبناء بلده الأصلي وخصوصاً بعد الزلزال المدمر الذي ضربه عام 1988 وألف أغنيته الشهيرة "من أجلك يا أرمينيا" التي غنتها مجموعة من كبار فناني فرنسا. كما كتب أغنية بعنوان "لسوف يسقطون" تدور حول حملات الإبادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن. وكافأته أرمينيا بأن منحته جنسيتها ولقب بطل الشعب الأرميني، وهو أعلى لقب تكريمي عندها، واختارته (رقم كونه سفيراً فخريا لفرنسا فيها) ليكون سفيراً لها في سويسراً ومندوبها الدائم لها لدى اليونسكو ولدى مقر الأمم المتحدة في جنيف (حيث يقيم وأسرته) كما سمت إحدى الساحات الرئيسية في قلب العاصمة ييرفان باسمه وأقامت له تمثالاُ في جيومري التي شهدت أكير عدد من ضحايا الزلزال.
كما انخرط بقوة متزايدة في الشؤون السياسية والاجتماعية في بلده فرنسا وفي أرجاء العالم الأخرى، ففي الانتخابات الرئاسية لعام 2002 وعندما ظهرت إشارات على تقدم مرشح اليمين المتطرف "جان ماري لوبان" وقع بياناً شهيرا بعنوان "تحيا فرنسا" ودعا كل الفرنسيين الى ترديد نشيد "المارسيّيز" احتجاجاً على الخطر الداهم مما كان له أبلغ الأثر في تجديد ولاية صديقه جاك شيراك عبر فوز ساحق في الجولة الثانية. علاوة على ذلك فهو واحد من أشد دعاة حماية الملكية الفكرية والإبداعية، فقد قاد حملة عالمية حامية لإقرار تشريعات مضادة للقرصنة عبر الانترنت الأمر الذي أسفر عن إقرار مجلس الشيوخ الفرنسي عام 2009 وبأغلبية ساحقة لواحد من أقوى التشريعات بهذا الخصوص وهو ما عده أزنافور نصراً للفن وللفنانين (والشباب منهم على وجه الخصوص). وفي عام 2010 عندما وقعت كارثة زلزال هاييتي سجل بالتعاون مع أكثر من 40 فناناً كبيراً شريطاً فنياً لدعم ضحايا الزلزال.
في عام 2006 شرع أزنافور، هذا الرجل المرح القصير القامة ذو الشخصية المحبوبة والطاقة التي لا تنضب، بما سماه بجولة الوداع حول العالم فاستقبل بحفاوة أينما حل وحقق نجاحاً منقطع النظير لم يتوقف حتى الساعة برغم سني عمره السبع والثمانين التي ينتظر محبوه رواية أحداثها في كتاب سيصدر في أوائل سبتمبر/أيلول من هذا العام بعنوان (من باب إلى الآخر) عن دار النشر الفرنسية "دون كيشوت".
(1) أمسِ حينَ كنتُ فتياً
بالأمسِ..ِ حينَ كنتُ فتياً
كان طعم الحياة حلواً، مثل مطرٍ، على لساني
لكنني.. وكمثلِ لعبة حمقاء.. عابثتُها
كما يعبث نسيم العشايا.. بذُبالات الشموع.
آلافٌ من أحلامٍ حلمتها، وآمالٍ رسمتها..
بنيتها، كلها.. يا حسرتي.. على رملٍ..
واهنٍ.. لا يثبُتُ على حال.
تعلقت بالليالي.. ونأيت عن وضَح النهار
والآن.. الآن فقط.. أرى كيف فرَّت السنون..
...
بالأمسِ..ِ حينَ كنتُ فتياً
كثير من أغنيات الثمالة كانت.. بانتظار الغناء
وكثير من جامح الملذات.. تقبع في خزائني
وكثير من الآلام.. رفضت عيناي
عيناي المبهورتان.. أن تراها
سريعا كنت أجري وأجري حتى نفد الزمان والشباب
لم ألتقط أنفاسي لأفكر في مغزى الحياة
وكل حديث أستعيد اليوم ذكراه
ما كان إلا لأجلي.. لأجلي أنا وحدي
...
بالأمس كان القمر أزرق، وكل نهار مجنون
كان يمنحني شيئاً جديداً أفعله
وكان سحر الشباب في يدي.. كعصاً في يد ساحر
فلم أبصر الخراب.. والخواء الذي يمتد خلفه
قد لعبت لعبة الحب.. في فخارٍ وكِبَر
وكل نارٍ أوقدتُها.. خَبَت كلمحِ البصر
وارفَضَّ من حوليَ الصَحبُ
فظللت ها هنا، على المسرح
وحدي.. حتى ختام الرواية
وفي أعماقي أغنيات كثر.. لن تغنّى
وها لساني.. يذوق مرّ الدموع
وها هي الساعة قد أزفت
لأدفع الثمن.. عن أمسي
أمسِ حينَ كنتُ.. فتياً.. فتيا.. فتيا
Yesterday When I Was Young
Yesterday when I was young
The taste of life was sweet as rain upon my tongue,
I teased at life as if it were a foolish game
The way the evening breeze would tease a candle flame,
The thousand dreams I dreamed, the splendid things I planned
I always built alas, on weak and shifting sand,
I lived by night and shunned the naked light of day
And only now I see how the years have run away
Yesterday when I was young
So many drinking songs were waiting to be sung,
So many wayward pleasures that lay in store for me
And so much pain my dazzled eyes refused to see,
I ran so fast that time and youth at last ran out
I never stopped to think what life was all about,
And every conversation I can now recall
Concerned itself with me, me and nothing else at all.
Yesterday the moon was blue
And every crazy day brought something new to do,
I used my magic age as if it were a wand
And never saw the waste and emptiness beyond,
The game of love I played with arrogance and pride
And every flame I lit too quickly, quickly died
The friends I made all seemed, somehow, to drift away
And only I am left on stage to end the play.
There are so many songs in me that won t be sung,
I feel the bitter taste of tears upon my tongue
And time has come for me to pay for yesterday
When I was young, young, young.
رابط الأغنية
http://www.youtube.com/watch?v=yV7MELY44DQ
(2) بوهيمية
سأحكي لكم عن زمانٍ
يعجز عن إدراكه اليافعون
في ذلك الزمان.. كان مونتمارت
يعلِّق ليلكه تحت نوافذنا
نوافذ غرفتنا التي.. رغم فقرها
كانت لغرامنا عشاً.. وفيها عرف واحدنا الآخر:
أنا.. الذي أصرخ من الجوع
وأنت التي.. تقفين أمامي عارية لأرسمك
...
بوهيمية..يا بوهيمية.. يا من تعنين: أن تكون سعيداً
بوهيمية..يا بوهيمية.. يا من تعنين: أن تأكل مرة كل يومين!
...
في الحانات المجاورة
كنا ننتظر المجد
ورغم بؤسنا، وبطوننا الخاويات
ما كففنا عن الإيمان والأمل
وحين كانت إحدى الحانات
تقبل لوحةً منا.. نظير وجبةٍ ساخنة
كنا نجلسُ الى الموقد
لنتلو الأشعار.. ونذهل عن برد الشتاء!
...
بوهيمية..يا بوهيمية.. يا من تعنين: ما ألطفك!
بوهيمية..يا بوهيمية.. وكلنا عبقري!
...
وكم من ليلةٍ ما غمضت أجفاني
قضّيتها أمام مسند الرسم
أضع لمسات فرشاتي..
على خطوط نهدٍ هنا.. وخصرٍ هناك
حتى أهوي جالساً في الصباح
متعباً..منتشياً معاً
أمام كوبٍ من القهوة البيضاء
هكذا كان.. حين كنا معاً
وهكذا كان.. حين أحببنا الحياة
...
بوهيمية..يا بوهيمية.. يا من تعنين: أن تكونَ في العشرين!
بوهيمية..يا بوهيمية.. وكنا نعيش.. على هواء عصرنا!
...
أحياناً.. نزوةٌ تقود خطايَ
الى عنواني القديم
لم أعد أميّز المكان.. لا الشوارع.. لا الجدران
تلك التي شهدت شبيبتي.
وفي نهاية سلّمٍ ما
أبحث عن مرسمٍ.. لم يبق منه شيء..
حزينٌ مونتمارت.. والليلك مات!
...
بوهيمية..يا بوهيمية.. وكنا شباباً.. كنا حمقى
بوهيمية..يا بوهيمية.. ولم تعودي..تعنين شيئاً!
La bohème
Je vous parle d un temps
Que les moins de vingt ans ne peuvent pas connaître
Montmartre en ce temps-là accrochait ses lilas
Jusque sous nos fenêtres et si l humble garni
Qui nous servait de nid ne payait pas de mine
C est là qu on s est connu
Moi qui criait famine et toi qui posais nue
La bohème, la bohème. Ça voulait dire on est heureux
La bohème, la bohème. Nous ne mangions qu un jour sur deux
Dans les cafés voisins
Nous étions quelques-uns
Qui attendions la gloire et bien que miséreux
Avec le ventre creux
Nous ne cessions d y croire et quand quelque bistro
Contre un bon repas chaud
Nous prenait une toile, nous récitions des vers
Groupés autour du poêle en oubliant l hiver
La bohème, la bohème. Ça voulait dire tu es jolie
La bohème, la bohème et nous avions tous du génie
Souvent il m arrivait
Devant mon chevalet
De passer des nuits blanches
Retouchant le dessin
De la ligne d un sein
Du galbe d une hanche et ce n est qu au matin
Qu on s asseyait enfin
Devant un café-crème
Epuisés mais ravis
Fallait-il que l on s aime et qu on aime la vie
La bohème, la bohème. Ça voulait dire on a vingt ans
La bohème, la bohème et nous vivions de l air du temps
Quand au hasard des jours
Je m en vais faire un tour
A mon ancienne adresse
Je ne reconnais plus
Ni les murs, ni les rues
Qui ont vu ma jeunesse
En haut d un escalier
Je cherche l atelier
Dont plus rien ne subsiste
Dans son nouveau décor
Montmartre semble triste et les lilas sont morts
La bohème, la bohème. On était jeunes, on était fous
La bohème, la bohème. Ça ne veut plus rien dire du tout
رابط الأغنية
http://www.youtube.com/watch?v=qMIZ6X0YJwU
(3) خذني
الى أرصفة الميناء
حيث ينحني ظهري.. من الأحمال والضجر
تصل السفائن
حبلى.. بالغلال
...
تجيء من آخر الدنيا
تحمل معها أفكاراً شريدة
وعلى أجسادها تلمع زرقة السماء
كما لمعة السراب
...
تعبق منها روائح البهار والبخور
من أقاليمَ مجهولةٍ
حيث صيفٌ أبدي
وأناس على الشواطئ.. نصف عراة
...
وأنا الذي ما عرفتُ في الحياة
غير سماء الشمال
كم أتوق لغسل جلدي الذي كالرماد
بطين المراكب الأسمر
...
خذني الى آخر الأرض
خذني الى أرض العجائب
أظن أن شقائي
سيخفُ.. وأوجاعي..هناك.. تحت الشمس
...
في الحانة، في الليل
في صحبة من بحارةٍ
نثرثر عن الحب والنساء
وفي اليد كأس
أفقد كنه الأشياء
وعلى حين غرّةٍ
تنزعني الأفكار وتلقيني
عند صيفٍ عجيبٍ.. على الشطآن
حيث أبصر أذرعاً متشابكات
وقبالتي.. يركض العشق كالمجنون
وأتعلق به.. ممسكاً رقاب أحلامي
...
وحين يغلق الحان
ويهجع البحارة في مخادع السفن
أظل أحلم حتى يتدلى النهار
على هامة الميناء
...
خذني الى آخر الأرض
خذني الى أرض العجائب
أظن أن شقائي
سيخفُ.. وأوجاعي..هناك.. تحت الشمس
...
لأجل يومٍ طيب
فوق سفينةٍ هرمة
لا أبالي ولو عملت وقاد فحمٍ
في قبوها المسافر
وسأسلك الطريق الذي
يحملني لأحلام صباي
في جزيرة نائية.. لا مهم فيها
سوى الحياة
حيث ضامرات الخصور
كما قيل لي.. يسحرن كل فؤاد
ويظفرن قلائد الورد
يسكِرنَ بها.. كل إنسان
...
أريد أن أفرَّ.. دون ندامة
تاركاً خلفي كل ماضٍ
بفؤادٍ خليّ.. دونما متاعٍ..
وفمي.. يصدح بالأغنيات
...
خذني الى آخر الأرض
خذني الى أرض العجائب
أظن أن شقائي
سيخفُ.. وأوجاعي..هناك.. تحت الشمس
Emmenez-moi
Vers les docks où le poids et l ennui
Me courbent le dos
Ils arrivent le ventre alourdi
De fruits les bateaux
Ils viennent du bout du monde
Apportant avec eux
Des idées vagabondes
Aux reflets de ciels bleus
De mirages
Traînant un parfum poivré
De pays inconnus
Et d éternels étés
Où l on vit presque nus
Sur les plages
Moi qui n ai connu toute ma vie
Que le ciel du nord
J aimerais débarbouiller ce gris
En virant de bord
Emmenez-moi au bout de la terre
Emmenez-moi au pays des merveilles
Il me semble que la misère
Serait moins pénible au soleil
Dans les bars à la tombée du jour
Avec les marins
Quand on parle de filles et d amour
Un verre à la main
Je perds la notion des choses
Et soudain ma pensée
M enlève et me dépose
Un merveilleux été
Sur la grève
Où je vois tendant les bras
L amour qui comme un fou
Court au devant de moi
Et je me pends au cou
De mon rêve
Quand les bars ferment, que les marins
Rejoignent leur bord
Moi je rêve encore jusqu au matin
Debout sur le port
Emmenez-moi au bout de la terre
Emmenez-moi au pays des merveilles
Il me semble que la misère
Serait moins pénible au soleil
Un beau jour sur un rafiot craquant
De la coque au pont
Pour partir je travaillerais dans
La soute à charbon
Prenant la route qui mène
A mes rêves d enfant
Sur des îles lointaines
Où rien n est important
Que de vivre
Où les filles alanguies
Vous ravissent le cœur
En tressant m a t on dit
De ces colliers de fleurs
Qui enivrent
Je fuirais laissant là mon passé
Sans aucun remords
Sans bagage et le cœur libéré
En chantant très fort
Emmenez-moi au bout de la terre
Emmenez-moi au pays des merveilles
Il me semble que la misère
Serait moins pénible au soleil
رابط الأغنية
http://www.youtube.com/watch?v=ieYQKS9-Is0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق