في الثناء على دون كيشوت


في زمن ما
لا يتذكره رأسي الصغير
كان الناس يجنّون من الحب
وكانت ثمة أنهار
تحفر في الأرض
وتهزأ بالأسوار
وكان الفرسان.. يبيتون بلا مأوى
وكان الخبز شحيحاً
لكن الأنجم..
كانت أكثر قربا..
وبهاءْ
...
بيد أن الأرض
يا صاحبي المليء بالرضوض
ليست فندقا نظيفا
صالحا لمبيت الملائكة
ولهذا.. رغم حبي
وشفقتي
وما أشاطرك من جنون
مرغمٌ أنا
على ليِّ عنان حماري المخلص
نحو قريتي
وتركك ها هنا.. في البر الموحش
لتبارز.. وحدك.. الطواحين..
....
أحبك سيدي
آسف على فراقك
لا أملك شيئاً أهديه
غير أن أترك لك
هذا الخبز الأسود.. والجبن القديم
وزِقَّ النبيذ...
...
لا تتعقّل يا سيدي
لا تتعقل
سأحرقُ ذكراك
إن فعلتْ!

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية