الرأس


مذياعٌ يتثاءبُ

نظّاراتٌ متعَبةٌ

طستٌ للرأسِ المتدحرجِ

ضوءٌ في الخلفِ

حبالٌ ، سيفٌ

أقلامٌ ، ساعاتٌ خاثرةٌ

قطنٌ طبّيٌ

ورقٌ مختومٌ

أغنيةٌ ناقصةٌ …

رأسٌ هذا ؟

ملعبُ كرةٍ مزدحمٍ بالسُوقةِِِ ؟

أم سوقُ خضارْ ؟!

***

إقرعْ جبهتكَ الآنَ بهذي الجدرانِ الستةِ

وارفعْ صوتكَ في صمتٍ

داومْ ..

لا وقتَ لديكَ تُضيّعَـهُ في النومِ

تعجَّلْ

هذا زمنُ السرعةِ

زمنُ الجريِ وراءَ البرقِ الفاسدِ

مثل أغانٍ يتجشؤها شرطيٌ بلباسٍ مدنيٍّ

وهو يداعبُ جاريةً تبكي

من وجعٍ داهمها تحتَ السرّةِ

منذ سنينٍ سبعٍ

وأقامَ بها رغمَ العطّارينَ

المفترشينَ تكايا بلدتنا

المجبولينَ على التَقوى والخيرِ

وإخفاءِ الرأسِ أمامَ الشرطيِّ / المَلَكِ

الواقفِ عندَ المفرقِ

يتجشأُ أغنيةً وهو يداعبُ جاريةً

تبكي ليلَ نهارْ

***

الحقَّ الحقَّ أقولُ لكـُمْ :

هذا ملعبُ كرةٍ .. سوقُ خضارْ

هذا مستشفىً للموتى المزكومينَ من العُريِ

المنتظرينَ ليومِ الدينونةِ

في البردِ القارسِ والأمطارْ.

فاشربْ وتعجَّلْ

عَـلـَّكَ تفنى

أو تعقِلُ

أو تذهلُ

أو تعرفُ شيئا عمَّن ألقاكَ بهذا المبغى

أو تركلُ هذا المذياعَ

وتسترجعُ رأسكَ ذاكَ المُـلقى

في الطستِ الذهبيِّ

أمامَ الوالي / المَلَكِ / الشرطيِّ

الجالسِ عندَ المفرقِ

يسخرُ منكَ

ومن جاريةٍ تبكي ..

لا تفهمْ !

آهٍ !

حاول ألاّ تفهمَ

استنفِرْ كلَّ ذكائكَ كي لا تفهمَ

قد تحيا بضعَ سنينٍ أخرى

حتى يبلغَ أطفالُكَ سنَّ اليأسِ

ويكتشفوا حسناتِ الصمتِ الذهبيِّ

فيلقونَ لسانكَ للجرذانِ

لكي لا تُغضِبَ مولاكَ القدرَ / الشرطيَّ / الملكَ / الوالي

النائمَ فوق سريركَ

يهذي أغنيةً

عن جاريةٍ تتعرّى

ورؤوسٍ تتدحرجُ

قبلَ أوانِ القطفِ .. وسوقِ خضار !

2002

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية