فجر
كموجة لا يصدها شيء
كعملاقٍ ساذجٍ.. قُدَّ من حريرٍ شفيف
يمضي جدار الفجر
واثقا
مثل جيش ظافرٍ
ينشد مارشه المرح القديم
على إيقاع كون يتثاءب
غاسلاً وجهه بالندى
نافضاً عن عينيه العسليتين
بقايا النعاس
...
يتلكأ عند جدار قديم
يوشك على الركوع
ينفخ فيه أنفاسه
ويشد أزره..
كي يقف على أقدامه
بضع سنوات أخريات
فوق أجساد نحيلة تقبع تحته.. تحت فيئه الراجف
...
يتوقف الفجر قليلاً
على قن الدجاجات
ويغرس أصابعه السحرية
في زغب الكتاكيت الذهبي
فيذهله نبضها الدافئ
وترد بنقرة كالدغدغة
من مناقيرها الجريئة
أوه اوه: يتظاهر الفجر بالألم
ويضحك..
يمضي.. الى حقل الريحان
الذي تأخر في النهوض
...
الفجر اللعوب الجَسور
يمر على سطح دارٍ و....
واه واه واه !
مرغماً يطيل الوقوف
ويؤخر الكون والساعات
حين يصيبه الدوار
فهناك.. فوق فراش غارقٍ في الندى
ثمة ثدي نافر لأم صغيرةٍ غافية
مثل كرةٍ من قطنٍ مسحور
يتنافس على لثمها ثلاثة:
رضيعٌ.. وزوج.. وفجر!
...
يحيي العمال
والحقول
وبائعات الحليب
والعابرين بين الضفتين
ويمضي
يذوب في صخب الصباح
وحين يبلغ آخر الكثبان
يلتفت الى الشرق
يرسل قبلةً.. وحسرةً
ولا ينسى أن يصلي
كي ترى نهارا سعيدا
نهاراً واحداً سعيداً
هذه البلاد التي...
لا تمل الانتظار
27/6/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق