شكسبير


راقداً على أرائك الغمام

أتلمسُ عناقيدَ الحكمة الدانيات

أرشفُ العسلِ من حباتها

وأطلُّ في رثاء

على العالمِ الخرب

هناك في القاع البعيد

فيشجيني المشهدُ الغبي

والفوضى القديمة

والموسيقى .. آهٍ من تلكم الألحان الناشزة

....

حنينٌ قديم يغمرني

أنزلُ مغالباً غثياني، وخفقَ قلبي الوجل

أسأل عن السيد ها هنا

فيجيبُ ألفٌ من القائمين : أنا هو!

أبحث عمن سطّر الملهاة الساذجة

فيشيرون للمدى، للهواء الذي في الأعالي

ويربتون أكتافي:

لا تتعبْ ناظريك. هو شيء لا يُرى !

...

اهبط السلالم المتربة

الى حيث النظارة اللاغطين

المنهمكين في شد الأحذية

وتبادل أعواد الثقاب

ونزع السراويل

والمشي على الرؤوس..

فتتقاذفني الأكف :

اطردوا الغريب

اطردوا الغريب

..

وعلى الرصيفِ الموحل

ينحني عليَّ عجوزٌ ثمل

ينفحني نصف ما بجيبه

من تبغ ودراهم

ويهمس في اذني

أنا وانت غريبان ها هنا

لقد جُنَّ الجميع

لقد جنَّ الجميع

أصيح وراءه .. أناديه فلا يلتفت

ويمضي

مترنحا.. باكيا.. ضاحكا..

وتردد الجدران:

لقد جُنَّ الجميع

لقد جُنَّ الجميع

(2005)

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية