اللّهُمَ


الشاشةُ ذاتُ الشاشةِ[1]

والأزرارْ … هي الأزرارْ

وأنا....

قدّامَ الحاسوبِ الساهمِ

أهربُ من نافذةٍ أضجرُ منها

-أو تعصي أنملتي -

صوبَ نوافذَ تفتحًُ مصراعيها

المبلولينِ بهذا المطرِ الصيفيِّ المتأخرِ

للشعرِ ... لفيروزَ الحبلى بأغاني الغجرِ البوهيميينَ

لهيوات زنوجِ البصرةِ.....[2]

آهٍ !

من أين الدربُ الى هيواتِِ زنوجِ البصرةِ ؟

والأبواقُ تمزّقُ أذني:

" اللهمَ ! "

...

...

اللهمَ أعِدْ لي شيئاً من أمسي ...

لا أعني أمسي الغابرَ ...

لكنْ آخرَ يومٍ أبصرتُ به ساقيةً

تغرقُ في نطفةِ نورٍ من دجلةَ ..

في شارعِ ذي النوّاس..! :

إذ أعبرُ أسيجةَ الريحانِ النافرِ كالحلماتْ

وأنا أتطاوحُ بين رفاقي المسكونينَ بشيطانِ الشعرِ

ودندنة الألحان !

اللهمَ ...

رفاقي رحلوا ..

جفّت ساقيةُ رقدتْ في قلبي

ما عادَ سوى هذي الشاشة ...

تومضُ ... تخبو ...تومضُ ... تخبو...

واندثرَ الحانْ ...!

2006


[1] القاعة ذات القاعة ... والجدران ذات الجدران : مقطع من قصيدة سبعينية أحببتها كثيراً ... لكنني نسيت كاتبها ..

[2] الهيوه: رقصة تقلديدية بصرية.

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية