أخبرني العراف

الى يوسف الصائغ .. بمناسبة التاج والعصا !

أخبرني العراف

بأني سأموت على مزبلةٍ

في أرضٍ لا تعرفني فيها الشمسُ

ولا أعرف فيها إلا أصحاباً أربعةً :

بوّابٌ سكّيرٌ ،

وعجوزٌ عمياء تمزق أوراق الحظّ

وتذروها في الريحِ

وكلبٌ ضيّعهُ سيّدهُ المجنونُ

على أرصفةِ الميناءِ

وكأسُ عُقـارْ !!

* * *

أخبرني أني سأسافرُ وحدي

وأقومُ الى حتفي وحدي

وأمارسُ طقسَ نزولي للأرضِ الظلماءِ

وأرجعُ منها ثانيةً ثم أعودُ اليها وحدي .. وحدي..

وسأمسكُ في كلّ يدٍ نصفَ رغيفٍ محترقٍ

وكتاباً أبحثُ عمّن يقرأه لي في الموتى

وبأن الطيرَ الخارجَ من رأسي لن يهدأَ

حتى يتفجّرَ من صخرة أوجاعي ماءٌ

يغسلُ تاريخ جدودي ويحيل الصحراءَ الشرقيةَ

جنّاتٍ من قمحٍ ونبيذٍ ونســاء !

* * *

أخبرني أن "الأولمب" سيمسحُ إسمي من ألواح الأبطال وأنصاف الأربابْ

وسيمنعُ سادةُ "طيبةَ" صوري

فيواريها الفقراء على عجلٍ

تحت سلال الخبز وبين جرار الزيتون

وسيأمر "نيرون" بأن يُنصبَ لي تمثالٌ

من روث الأبقار ويُحرقَ عند غروب الشمس

وسيصنعُ "كسرى" من أضلاعي قيثاراً

يعزف فيه حوارييِّ الخائنُ ألحاناً

لأغانٍ تسخرُ من معجزتي الخرقاء !

" وكمثلِ نبيٍّ ينكرهُ أهلُ مدينتهِ …. "

أخبرني العرافُ :

" .. كمثلِ نبيٍّ .. أحملُ تاجي وعصايَ وأرحلُ .."[1]

لكني لن أستجدي ..

قطرةَ مـــاء !!

14/1/2002


[1] يوسف الصائغ : إنتظريني عند تخوم البحر

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية