من مزامير راكوم الدهماء

مقدمة

في خرائب مدينة " راكوم الدهماء " الأثرية عثر على هذه المجموعة من الأناشيد المكتوبة باللغة الدهمائية القديمة. ولأن هذه الأناشيد " المزامير كما سماها كاتبها " تلقي المزيد من الضوء على فترة عصيبة من تاريخ الحضارة الدهمائية فقد ارتأت نخبة من علماء التاريخ الأجلاء نشرها في ترجمة أمينة دقيقة تحقيقاً للفائدة العلمية. بقي لنا أن نشير الى أن بعض السطور التي طمست معالمها أو لم تهتد اللجنة الى قراءتها قد أشير اليها بنقاط متجاورة محصورة بين الأقواس ، فنسترعي الانتباه .

لجنة الآثار القديمة

29 / 2/ 2960

المزمور الأول

(مزمور لحب الإنسان ، لمغني راكوم الأعمى ،غناه في شرخ الشباب ، حينَ كانَ غِرّاً ، قبل أن يسملوا عينيه!)


أيها الإنسان

لَكَم أرتّلُ أناشيدَ مجدك !

أني لأُعُدُّ فضائلك فلا أحصيها

ها هي الأشجار تعلو وتعلو

لكنك الأبهى

وتلك القممُ الشامخةُ تناطحُ الغيوم

لكنّ مجدكَ يسمو فوقها

العواصفُ لكَ والغمامُ

الشمسُ لكَ وغناءُ الطيورِ

الأشعارُ الماجنةُ والوَقورُ

دوالي الكروم وأسرابُ النحلِ التي تطنُّ فوق الحقول

الألوانُ والدرجاتُ والآفاقُ

كلُّها ، نعم كلها .. لكَ وحدكَ

يا أنتَ ، يا من لا يُتعِبُني الترنُّمُ بحبِّكَ

* *

ليست انفجاراتٍ خاطفةٍ قصائدي

وغنائي ما كانَ نزوةً

ها أنتَ تحتَ قميصي وفوقَ أوتارِ قيثارتي

ولأنّي لا أنطقُ بالزورِ

سأشهدُ أني أحبُّكَ !

خلِّني إذن أنحني

لأقرأَ يديك إذ تجترحانِ الأعاجيبَ

خلِّني أنصتُ لعيونِ الحمائمِ التي تلقطُ الحبَّ منهما

دعني أجسُّ ريشَها الذي يُحسِنُ الثناءَ عليك

ثم تعالَ معي

وأنظرْ لذاكَ القارَبِ الوحيد

تقدَّمْ رويدا واسمعْ أنينَهُ الذي يتهادى

مستوحشاً صحبتَكَ البهيجة

(……. )

ويا شيخيَ الجليل

الغارقَ بين الكتبِ ( …..) والمجاهر

حين تنزعُ نظارتيك

وتداعبُ لحيتكَ البيضاء

متفكراً في قهرِ لغزٍ ما

سأخطو إليك ، وأقبِّلُ أصابعك الملطخةَ بالمداد

و جبينك العرقان !

ويا فتايَ العاشق

إن صفيرَك الحزين وأنتَ تروحُ وتجئ ..

فوقَ الرصيفِ الموحش

لَأُغنيةٌ سماويةٌ .. لا تُحسنُها غيرُ ملائكةٍ مجنحةٍ

....

لكُمْ أنحني ..

يا خرافيَ الغافلةَ

ولكم أبكي

للذئاب التي ستجيئ!

***

المزمور الثاني
(في الحنين الى العاصفة )


لمَ إذن حدث كل ذلك

لم جاءت العاصفةُ ثم ولَّتْ

وتركتني ها هنا أجترُّ من جديد

أحزانيَ البغيضةَ

وما ظننتُهُ مُخاضاً مباركاً
ما كان إلا نوبةً من جنونٍ دائريٍّ قديمٍ

فيا أيتها العاصفةُ المجيدةُ ارجعي

وأطيحي بسقفِ ضريحيَ الجليل

قد آدَني الصمتُ أودا

وليس إلا في هزيمِكِ المدوّي

في نارِ برقِكِ الساطعِ

في مائِكِ الجارفِ

الخلاصُ لروحي

سلاه!

***

المزمور الثالث

(لإمام المغنين ، يوم طردوه من المدينة)


برباطةِ جأشي أناديكم

مثلَ حقيقةٍ باردةٍ

مثلَ أغنيةٍ ملَّها مغنّيها

ومثلَ بصقةٍ أطلقُها في الهواءِ

سأسمّيكُم بأسمائِكم واحداً فواحدا..

ذاكَ أني .. ذاكَ أني.. آهٍ .. شابَ قلبي !

وأتعبني التفكُّر فيكم !

أيها ( …… ) الغارقونَ أبدا في الحمأ !

……

ألأنّي آويتُ قبَّرةً عمياءَ

في الهيكلِ المقدَّسِ ؟

ولأني سألتُ عن سرِّ تلكَ الظهورِ المقوَّسةِ

في هذه السلالةِ

أسلمتموني للعَسَسِ

وفقأتم عيوني؟

***

المزمور الرابع

( مزمورٌ ناقص )

(……..)

(……..)

إذ يساقونَ الى المسالخِ المهجورةِ

الى حيث تُنفَخُ المناطيدُ

كلٌّ بألفِ روحٍ وستينَ أغنيةٍ

يطلقها "حكيمُ راكومَ وراعيها"

رسائلَ توبيخٍ للآلهة

حينها سأحبّك أكثرَ

وسأمسكُ بكِ قوياً

وأشدُّ روحينا

بألفِ حبلٍ متينٍ

الى الشجرةِ المقدسةِ العجوز

شجرةِ العذابِ والدم

شجرة الحـ ( ……)

سِلاه..

***

المزمور الخامس
(......)

إبكِ أو اضحكْ في راكوم

فلن تخرجَ من صدرك
غير حشرجاتٍ واهنة.!
آهٍ .. عبثا تريد !

فوجهك قد شوَّهه الخوفُ المتطاول!

( ……… )

.. نساؤنا العقيمات ..

….ورجالنا المخصيون..

(………)

(………)

"نعم ، نعم.. "

خلفَ الأبوابِ الموصّدة

وأمامَ المرآة.

"نعم" في الهواء وبين طيّات الثيابِ

.. أمامَنا وخلفنا

في كل مكانٍ

لا نستطيعُ منه فرارًا

(……….)

نخافُ من صغارِنا ( ….)

بعضَ هذياننا

وعليهم نخاف.

لا تكبروا يا صغارُ، لا تكبروا

فالفؤوسُ في انتظاركم!

.......

سلاه!

***

المزمور السادس
(....)

لماذا تأخرَ الفجرُ؟

هل ماتت "اورورا" حقا؟

قد أيقظونا للصلاة

لكنهم لم يشعلوا النارَ في المواقد

لأجل خبزِ الصباح

الأبقارُ لم نسمع خوارَها

والجداءُ الجائعات

لم ترفس أبوابَ الزرائب

… ….

آه ….أينَ صوتُ الديك .!

… …

البرد يقتلنا

سلاه!

المزمور السابع

(…..)

القروياتُ الهزيلات اللائي

يذهـبنَ الـى المقـابرِ

ليضـاجـعنَ الأشــباحَ

ويلــدنَ صـغاراً بســحناتٍ مكفهــرةٍ

وعــيونٍ حـزينـةٍ ..

كــعـيون شــيوخٍ دفنــوا أولادهــم

فـي أيــامِ القحــط والحــروب

(…......)

وهذا فـمـي المُـدمــى

الـذي ضــربتهُ الـريحُ الشــرقيةُ

لــمّا يــزلْ يغــني

غــيرَ أنّ الدمـــوعَ تخــونني

ويعــروني الصــمتُ

حــين أتــذكـــرُ قـيثــارتي

وأنظــرُ في أصـابعـي المــاهراتِ

أصــابعي الحـاذقــاتِ الطوال

الــتي داســتها العجــلاتُ الحديــديـة...

سلاه!

المزمور الثامن
" خارج الأسوار، في برِّيةِ راكوم"

وأنتِ أيتهـا العقبـانُ الكـاسرات..

ما الذي يمنعكِ من افتــراسي

وأنـا الوحـيدُ .. في هذا المدى الشاسع ..

من الطـينِ والخـراب ؟

أنـا الأعــزلُ

أنـا السـائرُ في نومـي أبــدا

أنا الجثة/نصف الجثةِ المترنّحة!

المزمور التاسع
"مزمورٌ لصديقهِ القتيل"

(…..)

أعِدنــي الى بيتـي ..
قـد سئــمتُ الدمَ في الطـرقات
سلاه..

المزمور العاشر

" مزمور للأصوات"

كفــى ، أصـيح كفـى ..

يا آبـاءَ الهياكـلِ المذهــبة

فلتـوقفوا هـذا المســاء

صـلواتكم الصاخبــة

دعـوني أنصــتُ

لصـوتِ المطــرِ الساقطِ

فوق الأسقف الحزينة

المزمور الحادي عشر

" لسيد العازفين على ذوات الأوتار، سراً ، لمحظية الملك"

أيتها العاهـرةُ الصغـيرةُ

يا ابنـة راكـوم الجائعة

أما غطيتكِ بعباءتي

حـين ألقاكِ السكـارى تحتَ مصباحِ الطـريق

أما أطعمتكِ من خـبزِ المعبدِ

ومن خمرهِ المقدسةِ أما سقيتك ؟

واشتريتُ منك خطاياكِ.. بدمي وصَلاتي ؟

...

لا تشتميني يا ابنتي

لا تشتميني

مقيّـداً كنتُ

حين أخرجوكِ من بيتي

لترقصي عـاريةً

أمام الملك!

المزمور الثاني عشر
"مزمور لرثاء راكوم"

آهٍ راكومَ صبايَ الأولّ

يا بستاناً لأقاحٍ ترقص للفجر

وتغسلها حبات الطلّ المسكونة بالسحر وبالألغاز

آهٍ راكوم الطاهرة العذراء الوهبتْ خمرَ أنوثتها

بحاراً لا تعرفه

ألقاها في أول ميناءٍ ومضى

آهٍ راكومي

يا سيدةً ترفلُ في أثوابِ اللؤلؤِ والمخملِ

يا أنبلَ خاطئةٍ في الدنيا

كيف تعرّيتِ وجعتِ وأنكركِ العشاقْ؟

آهٍ يا راكومَ السفرِ الدائمِ

يا رائحةَ الخبزِ الساخنِ في أحياءِ الفقراء

كيف انكفأَ التنورُ وماتت أمي

وانطفأتْ في البيتِ الأضواءْ ؟

آهٍ راكوم المحبوبة

آهٍ راكوم المغلوبة

آهٍ يا أعظم حجرة إعدامٍ في الدنيا

آه!

المزمور الثالث عشر
"مزمور للمصير"

عبثٌا تنأى بنا العربات المولولةُ

وعبثاً تُقفل راجعةً

عبثٌ هذي المسافات

هذي الأقاليمُ ، هذي السهولُ الفسيحة والهضاب

عبثٌ هذي العقارب التي لا تكِلُّ

عبثٌ صحونا ونومنا عبث

عبثٌ سماعُ الأغاني

وهذي الثمالات عبثْ

عبثٌ كلُّ القبلات
والموتُ والميلاد

عبثٌ أرائكُ اللذةِ

وأسِرَّةُ الترابِ الأبدية

عبثٌ… آهٍ عبثٌ مرير

لأني ما حظيتُ ساعةٌ بعناقك

أيتها العذراءُ المقصوصةُ القدمين

المحلقةُ أبدا

بعيداً عن سماءِ راكوم

المزمور الرابع عشر

" مزمور للغد"

بعد خمسين سنة

سينقرض سعاة البريد

وأوراق الرسائل المعطرة

ودكاكين الخبز والخمر

بعد خمسين سنة

سيلقح أطفالنا بأمر السيد الأبدي

ضد الحب والشعر .. وحساسية الورود اللعينة

بعد خمسين سنة

سنكبر خمسين حزناً

بعد خمسين سنة

سنغلق أبواب المدينة بخمسين قفل إضافي

بعد خمسين سنة

من سيبقى من الشهود ؟

بعد خمسين

سلاه

بعد خمسين!

المزمور الخامس عشر
"مزمورٌ للحصـــاد"

حصــاداً مــريراً كان يا ابنتــي…

ذاك الذي انتظــرناه طـويلاً

تفحّــمَتِ البتَلاتُ والـسنابلُ والرئاتُ والفضاءاتُ والأحلامْ

إذ أثلجتِ الشمسُ رمادا

حين سطعت شمسُ إلــهِ راكــومَ الحجريةُ

وأقفلَ القمــرُ في زورقــهِ عائذاً بسماواتٍ أُخرْ

إذ أضاعَ المــاءُ رجولتهُ

والأرضُ شبقَهــا

فقطفنا تفاحــاً أسودَ برائحــةِ الخيــانةِ

ولبنــاً دامياً

عسـلاً من صديدٍ

وعصافيرَ مجنـونةً

خمـوراً مـالحةً

وأناجيـلَ مزيـفةً

أنبيـاءَ فاسقـينْ

وأغنياتٍ مريبــةً

وفيـالــقَ من جــرادٍ محمــوم

وحــزناً ســرمداً ، ثـابتاً ، مضـــاعَفاً ، جلــيلاً ، راسخــاً ، أبديــاً

وعمراً

سلاه

عمراً قصيراً

المزمور السادس عشر

"مزمور للأقدام"

وقلتُ سأنشد هذا النشيد لقدميك العاريتين

قدميك اللتين أضاعتا الطريق الى بوابة السور العظيم

وشردتا الى حقول الرب

قدميك / الطفلتين الراكضتين وراء الغيوم

الخائضتين في جداول البكورة

اللذيذتين كقبلات مسترقة

المغسولتين بالطين والتعب

النحيلتين كظل عجوز بوذي

الشاحبتين كفجر صيفي
العابثتين كموجة طائشة

الحكيمتين كقطرة ماء

الساخنتين كدموع ندامةٍ

الخرقاوين كخط عاشق صغير

المفضوحتين كأسرار شاعر

… …

ورفعت صوتي في قبوي

فقال الحراس قد جن

فرفعت صوتي من جديد

وأنا أسمع رنين قيودي الصدئة

وقلت سأهلل لهما

لقدميك المحلقتين

"لأنهما تسخران أبدا

من كلِّ معدنٍ آفِل"

المزمور السابع عشر

"للستائر"

آه مما يليك

لكََم خفت منه

لكم وهنت يداك وأنتَ تمدها إليه

لكم صليتَ له

لكم تخشعتَ وبكيت

لكم همتَ فيه

لكم مقتَّهُ

لكم تحرقت اليه ...

ذلك الهباء الذي

يترامى وراءك

المزمور الثامن عشر

"مزمور لطفلة"

للطفلةِ التي لم تأت بعد

سأشعل شمعة .. شمعتين

وسأحرق البخور

وأنثر ماء الورد

للطفلة التي .. لن أراها..

سأرقص حتى الصباح

وسأشرب ألف نخب

لصغيرتي .. الطالعةِ من المقابر الشاسعة

لابنتي .. لابنة أخي .. وأبي .. ومعلمي الذي ما عدت أذكره

سأغني .. في يومها الذي أنتظر

وسأبكي

لأنني لن أراها

المزمور التاسع عشر

"مزمور لها "

أيتها المجنونةُ الحكيمة العاهرة المقدسة

لكم مرَّ من تحت شباكك من شاعر

فلفظتِهِ كحبّة توتٍ فاسدة

وجلستِ هناك ..

عند شباكك المشرَع

تنتظرين..آهٍ

تنتظرين.. تنتظرين

المزمور العشرون

" مزمور للضجر"

كصورةِ قدّيسٍ ضامر

في أيقونة ترِبة

تلفُ رأسي ..

هالةٌ من ضجر

وترسل ذؤاباتها

أزواجا أزواجا

لتقمّطَ جسدي المتهالك.

كهُلامٍ مُنتِنٍ من دمٍ وطين

تكنسه ليلا

بعيدا عن أفنية المسالخ

آنساتٌ شمطاواتٌ

ينفثنَ من صدور آيلات للرحيل

دخانا برتقاليا

يعجُّ بالخفافيش

والرؤى التي لن تكون

كنطفةِ تيسٍ عقيم

كمشرطٍ صدئ

كلغةٍ خاثرة

كنومِ سلطانٍ مغتصِب

كغداةِ موتِ أمٍّ

كعرقِ زوجةٍ خائنة

كجوربِ جنديٍّ قتيل

كهذا الخواء .. الخواء .. الخواء,..

تلف رأسي ..

ســلاه ..

تلف رأسي

هالة من ضجر

المزمور الحادي والعشرون

"الى قيودي"

ويا قيودي الباردة البلهاء

ما كنتِ يوما جميلةً

ولن تكوني …

ســلاه

المزمور الثاني والعشرون

"مزمورٌ للطريق"

وبعد أربعين يوما مضاعفا

سأحِسُّ بالتعب

وسأجلسُ عند البركة السرية

وأغمرُ رأسي طويلا

في مائها الفضي الصامت

وأصطلي بالنار التي

أوقدتها لأجلي

راعيتي المقدسةُ العمياء

وأسرِّحُ ناظري

في الطريق الذي يتلوى

كأفعوانٍ نائم

الطريق الغارق في ضباب الوديان

الذي قدمت منه

ثم أسرح ناظري

في الطريق الذي اليه أمضي

في الطريق الذي يتلوى

غارقا في غمام الجبال

سلاه

المزمور الثالث والعشرون

(مزمور في ذكرى الحريق)

يوم أخبرتكم النبوءةُ ان راكوم ستحترق

كان الطريق الخارج منها يعجُّ بالعربات

أما أنا فكنت وحدي

أسير في الطريق اليها

لأسقي زيتونتي

آه ٍ..

لم يبق في راكوم من طفل سواي

أنا العجوز الأعمى

المزمور الرابع والعشرون

مزمور للقبيلة

ها أنا أحاول منذ اليوم السابع

أن أفتح تويجات وردة عنيدة

لأنام فيها أو أموت

ها أنا أزداد نفورا

حتى لتضيع ما بيننا اللغة

احلِّقُ بأجنحة السذاجة الواهيات

وتحفرين أنفاقك

بمخالب من حديد السلطان

كل صباح أستبدل كيساً من دمي

بكتاب جديد أتهجى فيه

حروفاً دافئة ناصعة

وتفتحين مغمضة العينين كتابا وحيدا

عطَّنَتهُ رطوبةُ القرون

كل مساء أفتح شبابيكي للشمس

وأبحث عما وراءها من نجوم

وتستفيئين بخيوط لزجة

تتقيؤها عناكب بضة

تحلم بالطيران

فيصيبها الدوار

أنكفئ وأقوم ، وتقومين لتنكفئي

قسمةٌ لكلينا .. عوجاء للأبد :

لكِ السيف ولي السعال

لكِ الصولجان ولي ورد الجعفري

لك اليوم والأمس والغد

ولي .. ليس لي !

…..

وكمثل دقات ساعة خفية

يطاردني التمزق

بين الجهر والكتمان

وأحمل مثل سوط مدمى

نسبي المزدرى العتيد

وأضيع بين أشباح

أبكي لها ومنها

….

قسمة لكلينا

أن يظل هناك

راقداً أبداً تحت نخلةٍ عوجاء

شهيدٌ قبلُ أخير!

المزمور الخامس والعشرون

مزمور للخراب

يا إلهي ..

أهذا إذن ... كل ما تبقى ؟!

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية