دمنا الذي يضحكهم



(في أثر "نقاش أخوي" مع أحد "الأشقاء" عبر الانترنت )

حينَ رويتُ له
كيف جاء ضابط الأمن
ورمى في وجهنا
نسخة من قرار الإعدام
وطالبنا
نحنُ المرتجفين المذلين المهانين
نحن أبناء الخائن.. المعدوم.. ..
بثمن الإطلاقات
ضحك شقيقي العربي
الجالس في الطرف البعيد
وروى لي
نكتةً عن الأخطاء الحسابية واحتساب الأثمان!
..
حين أريته
صورة ليلى الصغيرة
في ثوبها المدرسي
قبل أن يمزقها
الشقيق الانتحاري
الذي أرسله أبناء العم
ليحررنا من دنس اليهود
ضحك ثانيةً
قال: لا مشكلة..
ستدخل الجنة.. إن كانت تحفظ فرجها!
..
شقيقي العربي "قلت له"
كان لي أخوة ثلاث
واحد مات في الحرب الأولى
واحد في الثانية
والثالث لم يبق منه
غير شريط أبيض
حول معصمٍ متآكلٍ
في مقبرة جماعية
ضحك مرة ثالثة
قال: لن نضيع وقتنا بأكاذيبكم
وأراني، عمدا، معصمه .. وساعته الذهبية
التي يضحك فيها .. زعيمه الأبدي
ملء الأشداق
وأسمعني..
أغنية عن القائد الذي..
خذله شعبه القذر
قبل أن يحرر القدس بساعتين!
..
شقيقي العربي
هل تحب لأخيك
ما تحب لنفسك؟
شقيقي العربي
هل تحب لنفسك
ما تحب لأخيك؟
أم إنك.. شقيقي العربي
لا تحب أحداً
لا تحب شيئاً
غير سياط الجلادين
في ظهرك وظهر أخيك
تغسلها كل يوم
بفوطةٍ منقوعةٍ بالشعارات؟
..
إضحك .. إضحك يا شقيقي العربي
دمنا مضحكٌ
أشلاؤنا مضحكةٌ
وقبور أحبتنا التي ضاقت بها الأرض
مضحكةٌ .. مضحكةٌ
إضحك.. فأنت ابن..... نكتة!!

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية