تعالوا نتعلم من سعد أبو الجرايد
عدسة الفنان خليل التكريتي
تعرفه "شهربان" كلها .. كبيرها وصغيرها.. هذا الرجل الأسمر الذي يدور في شوارعها وأسواقها منذ ارتفاع شمس الضحى وحتى مغربها وهو يحتضن بحب وصبر العشرات من الصحف والمجلات التي تتلاقفها منه العيون قبل الأيدي .. العيون التي طالما حنت في عهود الكبت والحرمان الى صحيفة حرة تخاطب القلب والعقل والضمير ونقول ما تراه دون خوف من رقيب أو سياف وجلاد.
إنه "سعد أبو الجرايد" ..الرجل الكادح البسيط ..الذي ينثر حروف النور والمحبة في عراق الأمل والرجاء .. العراق الذي ينهض كالعنقاء من رماد الحروب والحرائق والطغيان .. شامخاً .. حياً.. عصيا على خفافيش الجهل والظلام ..
فتعالوا نتعلم من هذا الفتى الهادئ الطيب ..
تعالوا نتعلم كيف يكدح الانسان ويتحمل زمهرير الشتاء ولهيب الصيف من أجل لقمة الخبز الشريفة..
تعالوا نتعلم منه كيف يمكن للوطن أن يحتضننا جميعا بكل ألواننا وفئاتنا وانتماءاتنا وقومياتنا وأدياننا وعقائدنا كما يحتضن سعد عشرات الصحف من كل الألوان والمشارب والايديولوجيات .. وإذا لم تصدقوا فدونكم هذا الفتى فاسألوه عن جرائده وهل أطلقت واحدة منها النار على اخرى وهل نصبت لها كمينا أو أغمدت في صدرها خنجرا طائشاً عابثاً ؟
ثم أسألوه أي الصحف تحب وتفضل على الأخرى ليجبك بفطنة العراقي وطيبته : "ليس هذا من حقي ولا من واجبي. هذه كلها صحف ومجلات عراقية، كل حر في ما ينشر، وكل حر في ما يقتني!"
فتعالوا نتعلم أن الحكم الأول والأخير هو للقارئ العراقي الذكي الذي "يقرأ الممحي" و "لايعبر عليه قرش قلب" ..
وتعالوا نتعلم أن الزبد يذهب جفاء.. وإن ما ينفع الناس يمكث في الأرض .. وفي الضمائر .. وفي القلوب !
نعم ॥ تعالوا نتعلم المحبة .. والحرية العاقلة الرشيدة .. واحترام الرأي الأخر .. كي يلمنا حضن الوطن العراقي النبيل .. كما يضم سعد جرائده في أحضانه !!
بحث هذه المدونة الإلكترونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق