في مللٍ يرقد الكلبُ العجوز



في مللٍ
يرقد الكلبُ العجوز
قدماه للأمام .. ورأسه الضامر الكبير
ثابت .. دون حراك
إنه ينظر الى الفراغ
بعينين غارقتين
بدمعٍ كثيفٍ يأبى النزول
فمه .. المفتوح أبداً
يريد أن يقول شيئاً
لكنه يتراجع.. أبدا يتراجع في اللحظة الأخيرة
حين يدرك اللا جدوى
من كل شيء..
...
(لا تناولني كأساً أخرى
كف عن الغناء
وتعال لنعوي
بعينين باكيتين)
..
بالأمس كان يجري وراء الفراشات
ويناكد ديك الجيران الأحمق
ويسلخ الساعات
مراقبا في فضول.. ودهشةٍ.. وانشغال
تراقص الغصون.. ودبيب الديدان
..
(نصفُ تثاؤبٍ
نصف سكر
ونصف يقين ....
تعال لنرقد
ونريح رؤوسنا على الساعدين
ونراقب في ملل
تعاقب الساعات والفصول)
..
وبين الفينة والفينة
تتحرك الأذنان في انتباه
آه.. لا شيء...
إنه قنفذ آخر.. يدب الى بيته
أو ربما كانت سحليةٌ تـ..
ليس واثقاً.. عيناه معتمتان
وأنفه لم يعد يميز شيئاً...
...
(تعالي بقربي
لنرتشف حساءنا
لا تسألي عن الملح .. والبصل المحروق في الزيت
إنه ساخن على الأقل
هذا ما يمكن اكتشافه
من البخار الذي يتصاعد..
أو ربما هو الضباب الذي يغشي العيون؟)
...
وَو.... وَو... وَو....
وأخيراً عادت الجراء الصغيرة
لتندس تحت ذقني
وتعبث بشواربي
أخيراً.. عادت.. بهجةُ الحياة!!
7-8-2010

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية