وما يزالَ الوقتُ سيئاً


وما يزالَ الوقتُ سيئاً
من أول الزمانْ
مثلَ بغيٍّ ترتمي
في أخبثِ الأحضانْ
***
وما تزالُ الفجوةُ الظلماءْ
ما بيننا والعقلِ في اتّساعْ
وما يزالُ البطلُ / الإلهْ
كلكامشُ الهائمُ في القِفار
يبحثُ دونَ طائلٍ
عن عشبةِ الخلودْ
ويسلخُ الأيّامَ والسنينَ في السؤالْ
عمّا وراءَ الموتِ والحياةْ
ويطلبُ المحالْ :
أن يرجعُ الشبابُ
أن يعودْ
أولئكَ الأحبّةُ الماضونَ كالسرابْ..
**
وما يزالُ عقربُ الساعاتْ
يشلُنا بسُمّهِ اللذيذْ
وما يزال الناسُ يذهبون ..
يذهبونَ دونَ عودةٍ
والقُسُّ في هيكلهِ المهجورْ
يرددُ الأسجاعَ :
هل رضوا
مقامَهُمْ أمْ تُرِكوا هناكْ
في عالمِ النسيانِ والفناءْ
**
وما يزالُ أمسيَ البعيدْ
يسخرُ من أياميَ التدورُ كالخذروفْ
يسخرُ منّي
من غدي الملبَّدِ البليدْ
غدي الذي ضمِنتُ فيه البؤسَ والخَواءْ
والحفرةَ الضيقةَ
الواسعةَ
المشرقةَ
الظلماءْ !
**
وما يزالُ "فاتكٌ" يكمنُ في المضيقْ
لكل شاعرٍ مضى
يدبُّ في الطريقْ
يسأله عن لغزهِ المحيِّرِ القديمْ
ويمسخُ الأشياءْ
هياكلاً من حجرٍ
تغمرها طحالبُ الأوهامْ
**
وما أزالُ .. ما أزالُ قابعاً
في عزلتي ..
عند فناءِ الهيكلِ العتيقْ
أنتظرُ الصباح كل ليلةٍ
لعله – في غفوة- يجيء!
2002

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية