في عالم غريب



في عالمٍ غريبْ
يمجِّدُ الغباءْ
ويعبدُ الدماءْ
وينحني ، يقبِّلُ الأصفادْ
ولدت ذات ليلةٍ،
في صدفةٍ عمياءْ
في هذه الأرضِ التي
تعجُّ بالأوثانْ
***
وكان جدي، وأبي ، وجد جدي
كلهمُ أشباحْ
مثل مسوخٍ فظّةٍ ترفلُ في الأكفانْ :
أقدامهم تخبُّ للوراءْ ،
رؤوسهمْ منكوسةٌ ،
وجوههمْ مرسومةٌ بالقارْ ،
آذانهم موسومةٌ بالنارْ ،
أنفاسهُمْ محبوسةٌ ...
ينتظرونَ رحمةَ السماءْ !
***
وعمّدوني يومها بنشرةِ الأنباءْ
وألصقوا بي واحدا من تلكم الأسماءْ
وأفردوا لي نصف مترٍ من "ثرى الإمام"
وصورةً شمسية رخيصةً
وعلموني أن أخافَ اللهَ والسلطانْ ،
والنارَ والنساءَ والتفكيرَ والشيطانْ
وحذّروا : لا تُكثرِ السؤالْ !
***
وكنتُ في مدرستي
مسالما ، وهادئا ، وعاقلاً ، وطيّعا ،
ومستقيما كعصا المديرْ !
وكنت في زقاقنا
أسيرُ والجدارْ
وأقرأ المعوذاتِ كلّما خرجتْ
وكلما رجعتْ
وكنت أحني هامتي للريحْ
وأُسلِمُ القِيادَ كالخرافْ
أنامُ حيثُ يأمرُ الأمّارْ
أقوم حين يأمر الأمّارْ
أعطسُ ، أبكي ، أتمطّى ، أستحي ، أموتُ..
حين يأمرُ الأمّار!
***
لكنني في خلوتي
بدأتُ ذات ليلةٍ أنظرُ للنجومْ
وأقرأُ الأشعارْ...
ويومها أحسستُ بالدوارْ
ودبَّتِ النمالُ في مفاصلي ….
واخترتُ أن أكونْ
....
ولم أعُدْ .. من يومها
أسيرُ والجدارْ !

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية