صفحةٌ.. من سِفر الخيبة

أيها الحالمون
أيها الطيبون
أيها المانحون دمكم لهذي الرعاع
اذهبوا الى بيوتكم
فقد أحالكم الناس على التقاعد!
...
أيها الشهداء
عودوا الى قبوركم
كي لا تقتلوا أنفسكم
كمدا وغيضاً
حين تبصرون الذين صعدتم المشانق
وأنتم تهتفون بأسمائهم!
...
ليس هذا زمانكم
لا.. ليس هذا زمانكم!
...
تذهل المقبرة الجماعية
وتضرب كفا بكف
تنظر الى بنيها
الذين لا يعرفهم سواها
تغطيهم من برد الليل والنسيان
وتنحني
ترضعهم
وتبكي :
دللول ... دللول .. يا لوَلَد يا ابني دللول
عدوّك باگ عمرك
وانته مجهول!
...
تحت القبة المحصنة
يتصافح الفائزون الأبديون
يلعبون لعبة الكراسي.. والمنابر
والعربات المفخخة
وفي أوقات فراغهم
يتذكرون على مضض
(مثل حكّة مزعجة في الدُبُر)
شيئا اسمه الوطن
فيلقون اليه بكسرة خبز
ونصف قنينة
من ماءٍ آسن!
...
في الطريق الى روما
ألف سبارتاكوس مصلوب
ويتلفت ابن عقيل
فلا يرى خلفه من أحد!
...
قد كان طلقاً كاذباً
كما في كل مرة
فعودي
انكفئي أيتها الأرملة الحبلى
من ألف عام!
...
دللول ... دللول .. يا لوَلَد يا ابني دللول
عدوّك سكن بيتك
وانته بالـﭽول!
25-3-2010



تفصيل من لوحة الجنازة للفنان الكبير فيصل لعيبي



هناك تعليقان (2):

عبد العزيز الحيدر يقول...

أبدا شمعتك مضيئة

دللول ... دللول .. يا لوَلَد يا ابني دللول
عدوّك باگ عمرك
وانته مجهول!
...
في دورة التاريخ وفي اعماق ذاكرة الشعوب والافراد ابدا لن تغيب ذكريات الحب والتضحية ....رغم كل القتلة واللصوص والجهلة والمنافقون رغم القبح الطافي والعهر المغلف باردية النساك رغم كل شئ فن قصيدتك لوحدها دليل على ان الشمعة المضيئه الواحدة تشكل كامل الر عب لكل ظلام العالم...العالم الذي لن يكون مظلما ابدا ما دام الشعر حيا
تحياتي وحبي

عمران الغانم يقول...

الحرية

الارث الجميل الذي يصارحنا به الاخ العزيز الدكتور ماجد الحيدر وما ينسجه من تعبير صادق حول عقدةالحياة ومن خلال المشاهد الحية والصادقة التي مر بها هو الشاعر الذي فقد الاخ بسبب نضاله ضد الظلم والاستبداد وكذلك تهجيره من بيته بعد خرابها من قبل العصابات المسلحة . الصورة التي رسمها الشاعر هي الصوت الحقيقي لكل الناس المبتلين بسياسين لا يحملون ادنى مشاعر لشعبهم وهاهي صرخة الشاعر كانت مدوية .............. مع محبتي

بحث هذه المدونة الإلكترونية