رحــــيل

إرفَعْ شراعَك رغمَ الموج والصخب ِ

وارحلْ، فليسَ كعِتقِ الروحِ مِن إرَبِ

واسخرْ وأنتَ تجوزُ البَـرّ من رِممٍ

تخافُ وهي ببطـنِ القبرِ من عطبِ!

إرحلْ وذرهم مُسـوخاً رهنَ أقـبيةٍ

عمياءَ ، هـائمةً ، موهونةَ الرُكـَبِ

إرحلْ وإن كُـنتَ لا تدري لأيِّ غدٍ

يلقيكَ نجمُكَ ، للبُؤسـى أم النَشـَبِ

يكـفيكَ أنَّ وجـوهاً شاهَ مطلعُهـا

تيبَّسـت ، فهي أصـنامٌ من الخشبِ

وأنَّ ألســِنةً معـقـودةً أبـداً

في الحق ناطـقةً بالمَـينِ والكـذِبِ

وأيـدياً قد غزاها الموتُ شاحبةً

شُّـلَّتْ من اليأس لم تأخـذ ولم تهبِ

ستسـتحيلُ هشـيماً ثم تمسحها

يدُ الـزمان ، كـفعلِ النارِ بالحطبِ !

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية