المســافر





إلى ثامر عبد علـي


"قرطبة..

نائيةٌ ووحيدة

مهرةٌ سوداء ، وزيتوناتٌ في جيب خُرجي

رغم أني أعرف الدروب ..

فلـن أصلَ الـى قرطبـة ..

لــوركـا.

جبهتُـكَ الـواجمة

وشـعرك الأجـعد

أيهـا الزنجـي الجمـيل

ضحـكتكَ التي تفيض بالـدموع

وقامتـكَ الطويلة المحنيـة

رائحـة الخمـر والدخـان

غضبكَ المفـاجئ المجـنون

وحكـايات الرعـونات اللـذيذة

الغنـاء الثمِـل ، في ليالي الخريف

على سكك القطـارات المهجـورة

وكـلبكَ الحميـم العجـوز ..

آه .. يـا صـديقي ..

سـتذهبُ الـريح بكـلّ هـذا

فمحـتّـم عليكَ أن تمـوت

لكـي يفتقـدَ الهـواء

والقمـر الهـائم

والسـكك المهجـورة

قـامتك السـنديانـية .. ورئتـيكَ الجـريحتين

لأنكَ منحـوتٌ من خمـرٍ .. وقهـرٍ .. وطـين

لأنكَ طـفلٌ مُشـاع

لأن حكـمتك المجـنونة

تغـافلُ الأبـوابَ والسـقوفَ والجـماجم

لأنـكَ سـهلٌ جـداً

سـينسـاكَ رفـاقكَ العقـلاء

وتذكـرك أشـجارُ التـوت العـارية

والنهـرُ ، والغيـومُ ، والكـلابُ الحميمة

ومنـاضدُ الحـانات ..

هوررا .. للقتيـل المنتصـر !

هوررا .. لثامـرِ المُـراقِ على عتبات البيـوت !

هوررا .. للمسـافر المختبـئ في الهـواءْ !


ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية