رثــاء

كـثرتْ همومُك فاعتصمْ بالكـاسِ

وذرِ الدمـوعَ فما بها من آسِ

واصرِمْ حبالَ العيشِ وامضِ ولا تقلْ

"مافي وقوفكَ ساعـةً من باسِ"

واشـربْ أفاويقَ الشـبيبةِ قبل أنْ

يغزو نهارُ الشـيبِ ليلَ الراسِ

ويكَ اسـقِني صرفاً عُقاراً تُنسِني

صرفَ الزمانِ المكفهرِّ القاسي

يامن ثوى في أضلعي من قبل أن

يغدو الثرى مثواه، لستُ بناسي

بُعـداً لدهـرٍ راعني في فقدكـم

فإذا الخطـوبُ وريبُها جلاّسي

إن الدمـوعَ تخـونني فأخـونُها

وتهيجـني فأهيجُ برقَ الكاسِ

ويلُـمُّ بي جـزعٌ فيهتفُ هـاتفٌ

ليرنَّ في أذنيّ كـالأجـراسِ

أبشـرْ فإنّك في غـدٍ مترحـلٌ

في إثر من واريتَ في الأرماسِ !

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية