متحف للمستقبل الباهر

 

 

متحف.. للمستقبل الباهر

قصة قصيرة جداً


منذ أن امتدحه مدرس اللغة العربية في الصف الأول المتوسط على قطعة الإنشاء تلك (نعم، تلك المؤطرة المعلقة في حائط غرفة الضيوف) وأخبره أنه يتوقع له مستقبلاً باهراً في مجال الأدب.. منذ تلك الأيام الغابرة تملكه حرص شديد على الاحتفاظ بكل متعلقاته: قصاصات الورق التي خط عليها بعض أنصاف الأبيات الشعرية، ومسودة المقالة التي كان ينوي كتابتها ومنحها عنواناً مدوياً (تأملات فلسفية في الحب والحياة) والقصة القصيرة الوحيدة التي افترشت زاوية من إحدى النشرات الجامعية، وبروفات توقيعه، وكل ثيابه وتصاويره وأدواته العاطلة وأحذيته ومجلاته وفواتيره.. بل إنه صار يحتفظ بمناديله المستعملة وشعر رأسه المحلوق..
كل ذلك بترتيب وتوثيق لا مثيل لهما في الدقة، وفي دواليب وصناديق وألبومات ملأت -حتى السقف- الغرفة الصغيرة التي يحرص على ألا يدخلها أحد، خصوصاً أحفاده الشياطين..
كل ذلك لأجل المتحف الذي سيقام لذكراه.. بعد أن تتحقق نبوءة مدرسه القديم!
29-5-2012

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية