أغنية الى صبري أفندي


كانَ صبري أفندي

يعتمرُ "سدارته" السوداء

ويخرجُ مع صياحِ الديك

الى دفاترِهِ، وأرقامِهِ،

ومفاتيحِهِ الجليلة التي

تشبهُ فضة الأضرحة،

ولا يعودُ لبيتهِ الصغير

إلا في المساء.

...

وكان صبري

يضعُ رأسه في الليلِ

على وسادةٍ نظيفة.

...

وكانت "صدّيقةُ" تغني

وتطالبُ الله بأن "يخلّي" صبري

صندوق أمين البصرة.

لكنَّ آخرين

كانوا يقرعونَ قدورَ النحاس

ليُخرِسوا الأغنية

وكانوا يصيحون في المنابرِ

يحذِّرونَ اللهَ من الوقوعِ في الفخ

وسماعِ دعاءِ المغنِيات

وكانوا يقولونَ له:

-هذا عيب..

هذا لا يليقُ بإله!

...

وكان اللهُ كدأبِهِ

يميلُ الى تصديقهم

وينشغلُ عاماً بعد عام

بإرسال الصواعقِ

والطواعين

وأسرابِ الحُكّامِ والجراد

الى هذي البلادِ المسلولة.

...

مات صبري

لم يُخَلِّهِ الله

...

وطارت بها

بالبصرةِ والبلاد

"مطيرة" المذكورةُ في الأمثال!

نشرت في موقع كيكا-لندن

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية