بجماليون - هيلدا دولتل






بِجماليون[1]
هيلدا دو لِتِل
1
هل أتركُ نفسي محاصراً
وسطَ ناري أنا؟
هل أتركُ نفسي كي تتحطمَّ في لهيبي ؟
أو أفلقُ الصخرَ .. كما في القديمِ ،
وأحطَّمُ ناري .. على صفحَتِهِ؟
**
هذه النارُ .. هل تخذُلُني
وتخذلُ عملي .. أو براعتي؟
هل تحجبُ هذا الضياءَ؟
أيُّنا الإلهُ .. وأيُّنا الحجرُ الذي
يصادِرُهُ الإلهُ .. ويستخدمه ؟
2
أيُّهُما أنا :
الحجرُ .. أم القوةُ التي
ترفعُ الحجرَ عن الأرضِ ؟
هل أنا سيّدُ هذه النارِ ؟
هل هذه النارُ .. هي قوَّتي ؟
**
هل أنا سيّدُ هذه الدوامةِ تلوَ الدوّامةِ من الضياءِ؟
هل أنا مَن صَنَعَها
كما صنعتُ في القديمِِ
هذي الآلهةَ مِن الحجرِ ؟
**
هل صنعتُ هذه النارَ من ذاتي ؟
أم أنّ هذا ادعاءٌ وغرورٌ ؟
هل هذه النارُ إلهٌ ؟
يبحثُ عنّي في الظلامِ ؟
3
قد صنعتُ التمثالَ تلوَ التمثالِ
لأستخدمَها بنفسي.
قد صنعتُ التمثالَ تلوَ التمثالِ.
فلقد كانت "بالاّسُ" زنادي [2]
وكان "هيفاستوسُ" عَوني [3]

قد صنعتُ الإلهَ تلو الإله
وأطلَعتُهُم من الحجرِ الباردِ
وجعلتُ الآلهةَ أقلَّ من البشرِ.
فلقد كنتُ إنساناً
أمّا هُم فَصُنعُ يدي
**
وماذا جنيتُ في الأخير ؟
فلقد زعزعتِ النارُ يدي
وصار جهدي كلُّه .. محضَ غبار.
4
وماذا جنيتُ في الأخير ؟
تنتصبُ النارُ فوق رأسي
ورخاماتي متنبهةٌ ، يقظى
**
وكلُّ واحدٍٍ من الآلهةِ الكاملةِ
يصرخُ من حَنجرةٍ كاملةٍ:
"أنتَ عديمُ الجدوى
ما مِن رخامٍ  يقدرُ أن يشدّني
ما من حجرٍ ينطقُ بالوحي"
5
قد ذابوا في الضياءِ
وعدتُ وحيداً
قد ذابوا
وغادروا المنصّاتِ .. واحداً بعد آخر
بأيّةِ آلامٍ .. أصوّرُ بليَّتي ؟
**
كلُّهم غادَرَ قاعدتَهُ الرُخاميّةَ
وغابَ في الضياءِ.
وعاد هباءً .. كلُّ ما فعلتُ.
6
والآنَ ..
هل أنا القوةُ التي
صنعتْ هذهِ النارَ
كما فعلتُ في القِدَم
وأطلقتُ من الصخرِ .. كلَّ هذي الآلهة
هل أنا الإلهُ
أم أنّ هذه النارَ
نحتَتْني .. من أجلِ نفعها ؟




Doolittle, Hilda
Pygmalion

I
Shall I let myself be caught
in my own light,
shall I let myself be broken
in my own heat,
or shall I cleft the rock as of old
and break my own fire
with its surface?

Does this fire thwart me
and my craft,
or my work—
does it cloud this light;
which is the god,
which the stone
the god takes for his use?
II
Which am I,
The stone or the power
that lifts the rock from the earth?
Am I the master of this fire,
is this fire my own strength?

Am I the master of this
swirl upon swirl of light—
have I made it as in old times
I made the gods from the rock?

Have I made this fire from myself,
or is this arrogance—
is this fire a god
that seeks me in the dark?
III
I made image upon image for my use,
I made image upon image, for the grace
of Pallas was my flint
and my help was Hephæstos.

I made god upon god
step from the cold rock,
I made the gods less than men
for I was a man and they my work.

And now what is it that has come to pass
for fire has shaken my hand,
my strivings are dust.
IV
Now what is it that has come to pass?
Over my head, fire stands,
my marbles are alert.

Each of the gods, perfect,
cries out from a perfect throat:
you are useless,
no marble can bind me,
no stone suggest.
V
They have melted into the light
and I am desolate,
they have melted,
each from his plinth,
each one departs.
They have gone,
what agony can express my grief?

Each from his marble base
has stepped into the light
and my work is for naught.
VI
Now am I the power
that has made this fire
as of old I made the gods
start from the rocks—
am I the god
or does this fire carve me
for its use?

 






[1] بجماليون Pygmalion : في الميثولوجيا الرومانية: نحات من قبرص كان يمقت النساء وفكرة الزواج، لكنه صنع تمثالاً رائعا لامرأة خارقة الجمال فوقع في حبّها وكاد أن يهلك من العشق لولا أن فينوس ربة الحب رقّت لتوسلاته وحولت التمثال الى امرأة حسناء سماها غالاتيا فتزوجها وبادلته الحب بالحب. أما في الرواية الإغريقية فإن بجماليون كان ملكا لقبرص وقع في حب أفروديت ربة الحب والجمال وصنع لها تمثالاً حولته أفروديت الى امرأة أسمتها غالاتيا. 
[2] بالاّس Pallas  أو أثينا Athena : ربة الحكمة وفنون الحرب وراعية مدينة أثينا ، تقول الأسطورة أنها ولِدت من رأسِ أبيها زيوس.
[3] هيفاستوس Hephæstos : في الميثولوجيا الأغريقية، إله النار والفنون المعتمدة عليه مثل الحدادة والتعدين.


ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية