الذي لا يقهر



 

 

الذي لا يقهر

شعر: وليم إيرنست هنلي



Henley, William Ernest(1849-1903) : شاعر بريطاني، وناقد ومؤلف مسرحي ومحرر أدبي ساهم من خلال المجلات التي أدارها في تقديم بواكير أعمال العديد من الكتاب الإنكليز في العقد الأخير من القرن التاسع عشر. أصيب هنلي في طفولته بمرض التدرن الذي أضطر الأطباء لاحقا الى بتر  إحدى قدميه ولم يحتفظ بقدمه الأخرى إلا بفضل براعة الطرق الجراحية الحديثة لجوزيف ليستر الذي يعد مؤسس علم الجراحة الحديث. مكث هنلي بعدها في المستشفى عشرين شهرا وهناك بدأ كتابة أشعاره الحرة الانطباعية التي تدور حول حياة المستشفى وهي التي أسست لشهرته الشعرية (نشرت عام 1888 في مجموعته المسماة كتاب الأشعار). وتعود أشهر قصائده وهي القصيدة التي نقدمها للقارئ الكريم الى هذه الفترة (1875). جمعت شاعرنا صداقة حميمة طويلة مع الأديب البريطاني الشهير روبرت لويس ستيفنسون الذي استند على هذا الصديق المعاق المتحمس في رسم شخصية "سلفر جون الطويل" في روايته الشهيرة "جزيرة الكنز". فيما أعد هنلي ونشر عام 1887 كتاب ستيفنسون "الليالي العربية الجديدة".
كان هنلي شغوفا بدراسة تطور اللغة الإنكليزية وساهم في تأليف "قاموس الألفاظ العامية" واشترك في كتابة العديد من المقالات للموسوعة البريطانية. عمل في العقد الأخير من حياته رئيسا لتحرير مجلة "ناشيونال أوبزرفر" التي عرفت -رغم اتجاهها السياسي المحافظ- بتحرر ذوقها الأدبي ونشرها للأعمال الأولى للعديد من الأدباء الذين اشتهروا فيما بعد مثل توماس هاردي، وجورج برنارد شو، و هـ. ج. ويلز، وكبلنغ، وييتس، وكونراد. وقد عرف هنلي شخصيا برعايته السخية وتشجيعه للمواهب الحقيقية المغمورة وهجومه الضاري على أصحاب الشهرة الزائفة. اتسمت سنواته الأخيرة بعدد من الصدمات منها وفاة ابنته الوحيدة وانهيار صداقته الحميمة مع ستيفنسون وقد عاب عليه البعض كتابته لمقالة فاضحة تسيء الى الأخير بعد وفاته، كما يؤخذ عليه تحمسه الشديد للتوسع الاستعماري البريطاني الذي تجلى في عدد من مؤلفاته مثل "أغنية السيف 1892" و"من أجل إنكلترا: أشعار وأناشيد في زمن الحرب (حرب جنوب أفريقيا)1900".

الذي لا يقهر

و. ا. هنلي

خارجا من الليلِ الذي يغطيني
الداجي كحفرةٍ تمتدُ من القطبِ الى القطب
أحمَدُ الآلهةَ أيّاً كانوا
على الهِبةِ العظيمة : روحي التي  لا تُقهر.
**
في القبضةِ الوحشيةِ لتقلّبِ الزمان
ما أجفلتُ يوما ، وما جهرتُ بالعويل
وتحت هراواتِ الحظِ التي ما أخطأَتْـني
ها رأسي مغتسلٌ بالدماء، لكنه ما انحنى قط.
**
لا شيءَ غيرَ رعبِ الجحيم
يلوحُ وراءَ ارضِ الغضبِ والدموعِ هذي
بَيدَ أنَّ وعيدَ السنين
يلقاني ، ولسوفَ يلقاني ، رابطَ الجأش
**
لا يُقلقني ضيقُ البوابةِ
أو ما في أدراجِ الكتابِ من ألوانِ العقاب
فأنا سيدُ مصيري
وأنا.. أنا ربّانُ روحي.


William Ernest Henley. 1849–1903

Invictus
OUT of the night that covers me,
  Black as the pit from pole to pole,
I thank whatever gods may be
  For my unconquerable soul.
In the fell clutch of circumstance          5
  I have not winced nor cried aloud.
Under the bludgeonings of chance
  My head is bloody, but unbow'd.
Beyond this place of wrath and tears
  Looms but the Horror of the shade,   10
And yet the menace of the years
  Finds and shall find me unafraid.
It matters not how strait the gate,
  How charged with punishments the scroll,
I am the master of my fate:   15
  I am the captain of my soul.


ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية