تقرير مئوي عن حالة كوكبنا البعيد

 

اعتاد أباطرة المجرة على تلقي تقارير نصف يومية عن حال الكوكب-العاصمة وسكانه، وتقارير نصف أسبوعية عن شعوب الكواكب المأهولة الواقعة ضمن مجموعتهم الشمسية، وتقارير شهرية عن....
أما الكواكب البعيدة جدا عن مركز الإمبراطورية مثل الكوكب الأزرق الصغير33-00-mx فقد كانت التقارير عنها تقدم الى الإمبراطور الحاكم في فترات متباعدة جدا جداً: كل مائة عام!
الإمبراطور الحالي كان شديد الشغف بالتفاصيل ويقرأ التقارير التي قدمت له أو لأسلافه قبل أن يستمع الى الجديد منها.
-هذا الكوكب يسميه سكانه بالأرض، أليس كذلك؟
-نعم يا سيدي.
-وسكانه يسمون البشر؟
-نعم يا سيدي. ذاكرتك ممتازة!
-إنه يذكرني بتاريخنا الموغل في القدم. أعرف أنهم في هذا الجزء (وأشار الى مكان في الخريطة) كانوا قد حققوا شيئاً مما حققناه من تقدم عقلي قبل نصف مليون عام، رغم أنهم كانوا موشكين على إشعال حرب داخلية كبيرة فيما بينهم.
-نعم يا سيدي. لقد أطلقوا عليها اسم الحرب العالمية الأولى لأن حربا كبيرة أخرى تلتها بعد سنوات قلائل.
-مساكين. لقد خيبوا ظني.
-لكنهم توقفوا عن هذه العادة، جزئيا على الأقل، وحققوا في المائة سنة الأخيرة المزيد مما أشرت اليه من تقدم.
-حسناً فعلوا. واظبوا على مراقبتهم عن كثب دون أن تتدخلوا. وماذا عن هذه المنطقة؟ (وأشار الى بقعة غامقة تتوسط ثلاث كتل كبيرة) ماذا فعل أهلها خلال القرن المنصرم؟
-هذه يا مولاي؟ (وضيق عينه الوحيدة وابتسم في استخفاف ورثاء) هذه يسمونها الشرق الأسود.. لا شيء مهم.. التقارير عنها لا تكاد تتغير منذ أكثر من عشرة قرون: في كل مرة يحاولون أن يفعلوا شيئا جديداً لكنهم يخفقون ويعودون كما كانوا!

8-12-2013

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية