أبواب
(أو حكاية الصبي المجهول الهوية الذي عثر عليه في محل الانفجار الأخير الذي وقع في الساعة السادسة من صباح يوم الثلاثاء الماضي المصادف لـ.....)
 

في قديم الزمان
عندما كان لكل شيء باب:
الله
والفَرَج
والرحيل
والأمل،
ترك صبي مدرسته
واستدار ليلقي على بابها
نظرته الأخيرة.
...
كانت أمهُ تنتظره
على باب بيتهم الحديدي الصدئ.
قالت له لا تقنط
ولا تغلق باب الرجاء.
أنت الآن
رجل البيت.
كريم هو الله
فاخرج على بابه
وعُد لنا غدا
ببضعة أرغفة
وشيء من الملح والزيت.
...
الصبي الصغير
الذي يحب أمه كثيراً
أطاعها دون جدال؛
كان يعرف أن طاعتها
تفتح أبواب الرحمن.
...
الصبي الصغير
فتح الباب بهدوء
كي لا يوقظ أمه
وخرج في ظلمة الفجر
نحو موقف العمال
هناك.. في الباب الشرقي.
...
الصبي الصغير
فتح باب السيارة
وجلس على الرصيف
ينتظر المقاول
كما في قصيدة سعدي يوسف.
...
الصبي الصغير
لم يعد الى البيت،
لكنه
-ذاك الصبي الصغير-
رأى نفسه
دون قدمين
ممسكاً قَصعةً
من معدن صدئ
واقفاً عند باب السماء الذهبي
وقد جف ريقه
من طول الرجاء:
-يا عمي
يا الله
أعطني شيئاً من الخبر
والملح والزيت
وبضع بيضات إن استطعت.
أختي ستدوخ،
ستسقط عند باب الصف
إذا ذهبتْ الى المدرسة
دون إفطار.

26-9-2013

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية