الى شاعرٍ، بعدَ ألفِ عام







جيمس إلروي فليكر
الى شاعرٍ، بعد ألف عام



Flecker, James Elroy (1884-1915) : مع تسنم الملك جورج الخامس عرش بريطانيا عام 1910 اقترح بعض النقاد والشعراء إطلاق تسمية الشعر الجورجي على أعمال عدد من الشعراء المعاصرين منهم "روبرت كرايفز" و "والتر ديلامير" و"هارولد مونرو" و "ج. إ. فليكر" وآخرون. وقد نشرت بالفعل خمسة مجلدات من "الشعر الجورجي" بين عامي 1912 و 1922. وبرغم أن المواهب الفردية للعديد من هؤلاء الشعراء أمر لا يمكن تجاهله فإن هذه "الموجة" المتسمة بالرومانسية الفجة والعودة الى استلهام  الطبيعة والريف سرعان ما خبا بريقها وطواها النسيان فصار مصطلح الشعر الجورجي يستعمل على غير ما أراد له مطلقوه. أكمل فليكر دراسته الجامعية في أوكسفورد وكامبردج حيث درس اللغة العربية وغيرها من اللغات الشرقية ونشر أول مجموعاته الشعرية "جسر النار" قبل تخرجه ، ثم قضى عددا من السنوات في القسطنطينية "استنبول" وفي لبنان حيث عمل قنصلا مساعدا غير أن صحته ما لبثت حتى تدهورت ليقضي نحبه متأثرا بمرض السل وهو في ريعان شبابه. كان فليكر شاعراً وكاتبا مسرحيا ومن أشهر مسرحياته "حسن" و"الرحلة الذهبية الى سمرقند" اللتان نالتا ثناء النقاد وتضمنتا بعضا من أحسن قصائده الغنائية. إن وصفه للعادات والتقاليد الشرقية مؤثر ويدل على معرفة جيدة بالشرق.

الى شاعرٍ ، بعدَ ألفِ عام
ج. إ. فليكر
أنا : الميتُ قبلَ ألفِ عامٍ
كتبتُ إليك هذه الأغنيةَ القديمةَ العذبةَ
وأطلقتُ الكلماتِ
رُسُلا في الطريقِ الذي لن أمرَّ عليهِ.

ليسَ يعنيني أنكَ ستمدُّ الجسورَ بين البحارِ
أو ستطيرُ آمنا في السماءِ القاسية
أو تُعلي شوامخَ القصورِ
من الحجرِ أو من المعدن.

ولكن أخبِرني : أما زالَ عندكم خمرٌ وموسيقى
وتماثيلُ ، وحبيباتٌ نجلاواتُ عيونٍ
وخواطرُ ساذجاتٌ عن الخيرِ والشرِ
وصلاةٌ تؤدّونَها للجالسينَ في العُلى ؟

وكيف سننالُ الظفرَ ؟ تهبُّ أوهامُنا
مثلَ ريحٍ في المساء،
قد قالها ميونيديس الأعمى العجوز *
قبلَ ثلاثة آلافٍ من الأعوام.

إيهٍ يا صديقي الذي لمّا يولدْ، لمّا يُرى أو يُعرَف
يا دارسَ لساننا الإنكليزيِّ العذبِ
إقرأ في الليل وحيدا كلماتي حتى النهاية
لقد كنتُ شاعرا ، كنتُ فتِيّا.

ولأني لن أرى محيّاك البتةََ
ولن تصافحَ يدي يديكَ
أرسلُ إليك روحي عبرَ الفضاءاتِ والأحقاب
كي تقرأَ عليك السلامَ .. وستفهمُ أنتَ كلَّ شيء.

* Maeonides : هو الاسم الثاني للشاعر العظيم هوميروس مؤلف الأوديسة والإلياذة.


Flecker, James Elroy 
 TO A POET A THOUSAND YEARS HENCE

I who am dead a thousand years,
And wrote this sweet archaic song,
Send you my words for messengers
The way I shall not pass along.

I care not if you bridge the seas,
Or ride secure the cruel sky,
Or build consummate palaces
Of metal or of masonry.

But have you wine and music still,
And statues and a bright-eyed love,
And foolish thoughts of good and ill,
And prayers to them who sit above?

How shall we conquer? Like a wind
That falls at eve our fancies blow,
And old Maeonides the blind
Said it three thousand years ago.

O friend unseen, unborn, unknown,
Student of our sweet English tongue,
Read out my words at night, alone:
I was a poet, I was young.

Since I can never see your face,
And never shake you by the hand,
I send my soul through time and space
To greet you. You will understand.
 




ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية