خذوا أمجادكم وارحلوا.. وأغلقوا الباب وراءكم


 
حسنا
لقد تأخرتم كثيراً
وهذه الكومة الكبيرة من الأمجاد
تزاحمنا على بيتنا الصغير
وتملأ المطبخ
والصالة
وغرف النوم
وتمنع أطفالنا من اللعب
...
خذوا كل شيء لو سمحتم:
خذوا أبطالكم
ملوككم
خلفاءكم
سلاطينكم
زعماءكم
أحملوهم في تلك الأكياس المركونة تحت السلالم
واغربوا عن وجوهنا
التي تشققت من الخوف والنحيب
كلحاء صفصافة ميتة
..
خذوا صلاح الدين
واسألوه قبل أن تضعوه في الكيس
بماذا أخافك السهروردي
لتقتله صبراً؟
..
خذوا موسى بن نصير
واستعلموا منه، لخاطري،
عن العدد الدقيق للجواري اللاتي
سباهُنَّ الى دار الخلافة
..
خذوا أيضا جمال عبد الناصر
وحيوه بالتحية العسكرية
واسألوه رجاءً:
كيف مات "شهدي عطيّة" يا "أفندم"؟
..
خذوا بالأخص أبا جعفر المنصور
وقبلوا يده الكريمة
واسألوه في رفق (فهو سريع الغضب)
لماذا شويتم ابن المقفع في التنور
...
 

 
هارون وجعفر..
سليمان القانوني ونادر شاه
خذوهم كذلك
مع الجواري
والخواتم
والجلادين
والأنطاع
والمربين
والوعاظ
والأطباء
والمنجمين
وقادة الفتوح
والدهاقين
والخيزرانات
والزبيدات
والطباخين
وتجار العطور
والحواة
والسعاة
والجند
والبصّاصين
وأصحاب الدواوين
والخصيان
والغلاميات
والقهرمانات
والمغنين
وأولياء العهد
والشعراء
والمؤرخين
والسقاة
والمهرجين
ومخمني الضرائب..
..
آه.. لا تنسوا
خذوا معكم تلك الرزمة من الكتب
واحذروا لمسها باليد
فقد ملأتها رطوبة الأقبية
بالفطريات التي
تنقل عدوى التثاؤب
وربما قفز منها
(وهذا هو الأخطر)
قاطعُ رؤوسٍ متحمس!
..
وداعاً
رافقتكم السلامة
خذوا أمجادكم وارحلوا
وأغلقوا الباب وراءكم!

1/6/2013

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية